الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> المُدَخِّنة الجميلة >>
قصائدنزار قباني
- حَارِقَةَ التَبْغِ .. اهْدَأي ، فالدُجى
- من هَوْل ما أحْرَقْتِ إعْصَارُ
- شَوَّهتِ طُهْرَ العاج ، شوِّهتِهِ
- وغابَ في الضَبَاب إسْوَارُ ..
- تلكَ الأَصابيعُ التي ضَوَّأتْ
- دُنْيَايَ ، هل تمضي بها النارُ؟
- والتُحَفُ الخُمْسُ التي صُغْتُها
- تَنْهَارُ من حولي .. فأَنْهَارُ ..
- ورَوْعَةُ الطِلاءِ في ظِفْرها
- تمضي ، فما للفجر آثارُ
- أناملٌ تلك التي صَفَّقَتْ
- أم أنَّها للرَّصْدِ أنهارُ ..
- المشْرَبُ الفِضِّيُّ ، ما بينها
- مُقَطَّعُ الأنفاس ، ثَرْثَارُ
- على الشفاهِ الحُمْرِ .. ميناؤُهُ
- وصُحْبَةُ الشفاهِ أقدارُ
- يسرقُ فوقَ الثغر غَيْبُوبَةً
- ما دام ، بَعْدَ الليل ، إبْحَارُ
- تَعَانَقَا .. حتى استجارَ الهوى
- والتفَّ مِنْقَارٌ .. ومِنْقَارُ
- لو كنتُ هذا المشْرَبَ المُنْتَقَى
- أَخْتَارُ هذا الثغرَ .. أَخْتَارُ
- ***
- مَذْعُورَةَ السالِفِ .. لا تيأسي
- فلم يَزَلْ في السَفْح أزْرَارُ
- النَهْدُ ، جَلَّ النَهْدُ ، في مجدهِ
- مِنْ حَوْلِهِ، تُلَمُّ أقمارُ..
- حسناءُ .. ما يُشقيكِ من عَالَمٍ؟
- ما زال في عَيْنَيْكِ يحتارُ
- وأنتِ يا أغنى أساطيرِهِ
- نَوَّارُه ، إنْ غابَ نَوَّارُ
- صغيرةٌ أنتِ .. عَلامَ الأسى
- والأرضُ مُوسِيقَا وأنوارُ
- النارُ في يُمْناكِ مَشْبُوبَةٌ
- والوعدُ في عَيْنَيْكِ أطوارُ
- لا تُؤمَنُ العُيونُ إن سَالَمتْ
- صَحْوُ العُيونِ الخُضْرِ .. أمطارُ
- تلك اللُّفَافَاتُ التي أُفْنِيَتْ
- خواطرٌ تُفْنَى .. وأفكارُ ..
- إنْ أطْفَأَتْها الريحُ.. لا تَقْلَقي
- أنا لها الكبريتُ والنارُ..
المزيد...
العصور الأدبيه