الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> القصيدةُ تطرحُ أسئلتَها >>
قصائدنزار قباني
القصيدةُ تطرحُ أسئلتَها
نزار قباني
- يَسُرُّني جداً..
- بأن تُرْعِبَكُمْ قصائدي
- وعندكمْ ، مَنْ يقطعُ الأعْناقْ ..
- يُسْعِدُني جداً .. بان ترتعشُوا
- من قَطْرَةِ الحبرِ..
- ومن خشخشةِ الاوراقْ..
- يا دَوْلَةً .. تُخيفُها أغنيةٌ
- وكلمةٌ من شاعرٍ خلاقْ..
- يا سلطةً..
- تَخشَى على سُلْطتِها
- من عبقِ الوردِ.. ومن رائحةِ الدُرَّاقْ
- يا دولةً..
- تطلبُ من قوّاتِها المُسَلَّحَةْ
- أن تلقيَ القبضَ على الأشواقْ...
- أن تُقْفِلُوا أبوابَكُمْ
- وتُطلقوا كلابكمْ
- خوفاً على نسائكمْ
- من ملكِ العشاقْ..
- يُسعدني
- وتَنْحَرُوا قصائدي
- كأنَّها النِيَاقْ..
- فسوفَ يغدو جَسَدي
- تكيَّةً.. يزورُها العُشَّاقْ
- يَقْرؤُني رقيبُكُمْ..
- وهو يَسِنُّ شفرةَ الحلاقهْ..
- في أصلهِ- حلاقْ..
- ليس هناكَ سلطةٌ
- يمكنها أن تمنعَ الخيولَ من صهيلها
- وتمنع العصفورَ أن يكتشفَ الآفاقْ
- فالكلماتُ وحدها..
- ستربحُ السباقْ..
- ستقْتُلُونَ كاتباً..
- لكنكمْ لنْ تقتلوا الكتابهْ..
- وتذبحونَ ، رُبَّما ، مُغنياً
- تِسْعٌ وتِسْعُونَ امرأهْ..
- تقبعُ في حريمكمْ .
- فالنهدُ قرب النهدْ..
- والساقُ قربَ الساقْ..
- وثيقةُ النكاحِ.. أو وثيقةُ الطلاقْ..
- والخمر في كؤوسكمْ
- والنار في الأحداقْ
- وتمنعون دائما قصائدي
- حرصا على مكارم الأخلاقْ!!
- انتظروا زيارتي..
- فسوف آتيكمْ بدون موعدٍ
- كأنني المهديُّ..
- او كأنني البراقْ..
- انتظروا زيارتي
- ولستُ محتاجاً إلى مَُعَرِّفٍ
- فالناس في بيوتهم يعلِّقُونَ صورتي..
- لا صُورةَ السلطانْ..
- والناسُ، لو مررتُ في أحلامهمْ ..
- ظَنُّوا بأنِّي ( قَمَرُ الزَمانْ ) ....
- حين يمرُّ موكبُ الخليفهْ
- في زحمة الأسواقْ
- يُبَشِّرُ الأطفالُ أُمَّهاتِهِمْ
- لقد رأينا..
- ( طائرَ اللقْلاقْ ) ....
- إنتظروني.. أيها الصيارِفَهْ
- أهراماً من النفاقْ..
- يا من جعلتم شِعْرنا .. ونثرنا..
- دُكَّانةَ ارتزاقْ..
- انتظروا زيارتي..
- فالشعر يأتي دائماً
- ومن أقبيةِ القمعِ..
- ومن زلازلِ الأعماقْ..
- مهما رفعتمْ عالياً أسْواركمْ
- لن تمنعوا الشمسَ من الإشْراقْ..
- دُكَّانةَ ارتزاقْ..
- انتظروا زيارتي..
- فالشعر يأتي دائماً
- من عرق الشعبِ ، ومن أرغِفَةِ الخُبْزِ ،
- ومن أقبيةِ القمعِ..
- ومن زلازلِ الأعماقْ..
- مهما رفعتمْ عالياً أسْواركمْ
- لن تمنعوا الشمسَ من الإشْراقْ..
المزيد...
العصور الأدبيه