الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> الصَّليبُ الذّهَبِيّ >>
قصائدنزار قباني
الصَّليبُ الذّهَبِيّ
نزار قباني
- أنُقْطَةُ نُورٍ .. بين نَهْدَيكِ ترجِفُ
- صَليبُكِ هذا .. زينَةٌ أم تَصَوُّفُ ؟
- على قالَبَيْ شَمْعٍ .. يَمُدُّ بِسَاطَهُ
- ومِنْ دَوْرَقَيْ ماسٍ .. يَعُلُّ ويرشفُ
- تَدَلَّى كعُنقُود اللهيبِ .. وحَوْلَهُ
- تَثُورُ الأماني ، والقميصُ المُرَفْرِفُ
- يتُوه على كَنْزَيْ بياضٍ ونِعْمَةٍ
- ويكرَعُ من حُقَّيْ رُخَامٍ .. ويُسْرِفُ
- تكمَّشَ بالصدرِ الفطيمِ .. فتارةً
- يقرُّ .. وطوراً يُسْتثارُ ويعُنفُ
- ***
- أَمُرْتَعِشَ الأسلاك .. يا لونَ حيرتي
- سريرُكَ مَصْقُولٌ .. وأرضُكَ مُتْحَفُ
- مداكَ أضاميمُ القُرُنْفُلِ .. فانْطَلِقْ
- على زَحْمَة الأفْيَاء .. دَرْبُكَ مُتْرَفُ
- أتَشْكُو ؟ وهل يشكُو الذي تحت رأسِهِ
- حريرٌ .. وأضواءٌ .. ووردٌ مُنَتَّفُ
- أجامحةَ السلْسَالِ .. إِنِّيَ شاعرٌ
- حُرُوفي لهيبُ الله .. هل نَتَعرَّفُ ؟
- طَلَعْتِ على عُمْري خيالَ نبيَّةٍ
- صليبٌ .. وسلْسَالٌ ثمينٌ .. ومِعْطَفُ
- تَرَهَّبْتِ في عُمْر الوُرُود .. ومَنْ لَهُ
- بَرَاءةُ هذا الوجه ، هل يَتَقَشَّفُ
- أَتَبْغينَ مرضاةَ السماءِ .. وإنَّما
- بمثلكِ تَعْتَزُّ السماءُ وتَشْرُفُ
- ***
- أذاتَ الصليب اللُؤلُؤيِّ .. تَلفَّتي
- وراءَكِ هذا المُؤمِنُ المُتَطرِّفُ
- فلا تَمْنَعي أَجْري .. وأنتِ جميلةٌ
- ولا تَقْطَعي حَبْلي .. ودِينُكِ يُنْصِفُ
- على صَدْركِ المُعْتَزِّ .. يَنْتَحِرُ الأسى
- وتَبْرَا جِراحَاتُ المسيح وتَنْشَفُ ..
المزيد...
العصور الأدبيه