الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> الخروج عن النص >>
قصائدنزار قباني
- 1
- أرسمُ على كرَّاستي مُهْرَيْنِ صغيرينْ
- يلعبان على ساحل البحرْ
- ويرشَّان بعضهما بالماءْ
- واحدٌ له جناحٌ من صوف الأنغورا
- والثاني له جناحٌ من دانتيل فينيسيا
- واحدٌ يأكل العشب من مراعي القمرْ
- وواحد يأكل العشْب من مراعي صدري
- واحدٌ.. أضعُ على رأسه نقطةً حمراءْ
- وواحدٌ.. أتركه بلا تنقيطْ
- أرسمُ على كراستي مُهْرَيْن صغيرينْ
- واحدٌ تعوّد أن يرضع حليبَ أمه..
- والثاني تعوّد أن يرضع دمي..
- وأسمّيهما مجازاً (النهْدَينْ)..
- يكفّرني الذين لم يشاهدوا في حياتهم نهداً حقيقياً.
- لأنني رسمتُ على كرَّاستي حصاناً
- وعندما انتهيتُ من رسم الحصانْ
- قفز من الكرّاسة، وطارْ..
- يعتبرونَ عملي بِدْعَةً
- وخروجاً عن النصّ..
- فالنصّ سجنٌ للنساءْ
- النهدُ انقلابٌ أبيضْ
- النصّ نظام استعماريّ قديمْ
- النهدُ حركة ليبراليهْ..
- النصّ زجاجةٌ ضيقة العُنُقْ
- والنهدُ سمكهْ...
- 3
- عندما أخبرهم أنني عرفتُ في أسفاري
- نهوداً من جُزُر تاهيتي
- تنبت كأشجار جوز الهندْ
- ونهوداً من بساتين شط العَرَبْ
- تنطّ على كتف الرجل.. كضفدعةٍ نهريِّهْ
- ونهوداً من تايلاند
- تختصر رقّةَ كونفوشيوس
- وعنفَ ماوتسي تونغ..
- ونهوداً من جنوب السودان
- لها رائحةُ البُنّ المحروقْ
- تدخُلُ في خاصرة العاشقْ
- ولا تخرجُ.. إلى أن يشاء اللَّهْ..
- 4
- يُدينني..
- أرنباً يركضْ
- يطلقونَ النارَ على أسماكي..
- وضفادعي..
- وأزاهيري الاستوائيهْ..
- يطلقونَ النارَ على حصاني
- لأنه حملكِ على ظهره ذاتَ ليلهْ
- ومشى سبعة أيامٍ.. وسبعَ ليالٍ
- حتى أوصلك بسلامة الله
- إلى شواطئ صدري
- ومشى سبعة أيامٍ.. وسبعَ ليالٍ
- حتى أوصلك بسلامة الله
- إلى شواطئ صدري
المزيد...
العصور الأدبيه