الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> الحب.. على شريط تسجيل >>
قصائدنزار قباني
الحب.. على شريط تسجيل
نزار قباني
- 1
- كلامُكِ ليسَ يُطاقُ..
- وتعبيرُ عينيكِ ليسَ يُطاقُ..
- وهذي الأغاني التي يَتَغَرْغَرُ فيها المُسجِّلُ
- منذُ ابتداء النهار، إلى مطلعِ الفجرِ
- ليست تطاقُ..
- ولا بدَّ لي أن أغادرْ..
- لماذا أظلُّ هنا؟ حين كلُّ الوسائد ضدِّي..
- وكلُّ المقاعد ضدّي..
- وكلُّ المرايا.. وكلُّ الزوايا .. وكلُّ الستائرْ..
- لماذا أظلُّ هنا بعد موت جميع المشاعرْ؟
- لماذا أظلُّ هنا؟
- حين أشعر أني سأُشنقُ في آخر الليل..
- فوقَ الضفائرْ..
- لماذا أظلُّ هنا؟
- حين أعرفُ أني سأُدفَنُ تحت رنين العُقُودِ..
- وضَوْع البخورِ..
- وشكوى الأساورْ..
- سأذهبُ حتى أقابلَ شِعْري
- فإني نسيتُ تماماً، طريقةَ رَسْمِ الحُروفِ،
- نسيتُ بياضَ الدفاترْ..
- فنصفي مقيمٌ لديكِ
- ونصفي مسافرْ...
- 3
- لكنَّ هذا المناخَ العدائيَّ بيني وبينكِ..
- أطفأ كلَّ النجوم،
- وأيْبَسَ كلَّ البيادرْ
- صحيحٌ.. بأنَّ المكانَ أنيقٌ
- وأن النبيذَ عميقٌ
- وأنَّ التماثيلَ رائعةٌ، والأزاهرْ
- ولكنّني، رَغْمَ هذا الإطار الملوكيِّ حولي،
- أحِسُّ بأني أموتُ كشاعرْ...
- 4
- ويا ستَّ كل الجميلاتِ..
- وأنَ جُنودَكِ كُثْرٌ..
- وأنَّ وصالَكِ قَهْرٌ.. وهَجْرَكِ قَهْرٌ..
- وأنَّ الذي لا يسبّحُ باسمكِ كافرْ
- فلا تَضَعيني.. بقائمة الرُكَّع الساجدينْ
- ولا تُدْخليني.. بجيشِ الدراويش والصابرينْ
- ولا تحسبيني..
- خَرُوفاً تَجُزِّينَ عن جسمه الصوفَ.. كالآخرينْ
- ولا تستبدّي برأيكِ فوقَ فراش الهوى
- لأنّي من اللهِ.. لا أتلقى الأوامرْ...
- خَرُوفاً تَجُزِّينَ عن جسمه الصوفَ.. كالآخرينْ
- ولا تستبدّي برأيكِ فوقَ فراش الهوى
- لأنّي من اللهِ.. لا أتلقى الأوامرْ...
المزيد...
العصور الأدبيه