الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> الحب والبترول ...! >>
قصائدنزار قباني
- متى تفهمْ ؟
- متى يا سيّدي تفهمْ ؟
- بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ
- ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ
- ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟
- متى تفهمْ ؟
- متى تفهمْ ؟
- أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ
- ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ
- بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ
- ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ
- وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ
- ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ
- متى تفهمْ ؟
- متى تفهمْ ؟
- بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ
- ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ
- وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ
- وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ
- بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ
- وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ
- أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ
- ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ
- تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ
- تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ
- متى تفهمْ ؟
- متى يا أيها المُتخمْ ؟
- متى تفهمْ ؟
- بأنّي لستُ مَن تهتمّْ
- بناركَ أو بجنَّاتكْ
- وأن كرامتي أكرمْ..
- منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ
- وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ
- أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ
- ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ
- متى تفهمْ ؟
- تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ
- كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ
- لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ
- كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ
- على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ
- فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ
- كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ
- ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا
- ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ
- كأنَّ جميعَ من صُلبوا..
- على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..
- وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ
- تغوصُ القدسُ في دمها..
- وأنتَ صريعُ شهواتكْ
- تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ
- متى تفهمْ ؟
- متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟
المزيد...
العصور الأدبيه