الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نزار قباني >> أنا والنساء >>
قصائدنزار قباني
- 1
- أريدُ الذهابَ ..
- إلى زَمَنٍ سابقٍ لمجيء النساءْ..
- إلى زمنٍ سابقٍ لقُدُوم البكاءْ
- فلا فيهِ ألمحُ وجهَ امرأهْ..
- ولا فيهِ أسمعُ صوتَ امرأهْ..
- ولا فيهِ أشنقُ نفسي بثدي امرأَهْ..
- ولا فيه ألعقُ كالهرِّ رُكْبَةَ أيّ امرأَهْ...
- 2
- أريدُ الخروجَ من البئر حيَّاً..
- لكي لا أموتَ بضَرْبَة نَهْدٍ..
- وأُهْرَسَ تحت الكُعُوب الرفيعةِ..
- تحت العيون الكبيرةِ،
- تحت الشفاه الغليظةِ،
- تحتَ رنين الحِلَى، وجُلُود الفِراءْ
- أريدُ الخروجَ من الثقبِ
- كي أتنفَّسَ بعضَ الهواءْ..
- 3
- أريدُ الخروجَ من القِنِّ..
- حيثُ يفرّقْنَ بين الصباحِ وبين المَسَاءْ
- أُريدُ الخروجَ من القِنِّ..
- إنَّ الدَجَاجاتِ مزَّقْنَ ثوبي..
- وحللنَ لحمي..
- وسَمَّيْنَني شاعرَ الشُعَراءْ....
- 4
- كرهتُ الإقامةَ في جَوْف هذي الزُجاجَهْ..
- كرهتُ الإقامَهْ..
- أيمكنُ أن أتولّى
- حِرَاسَةَ نَهْدَيْنِ..
- حتى تقومَ القيامَهْ؟؟
- أيمكنُ أن يصبح الجِنْسُ سِجْناً
- أعيشُ به ألفَ عامٍ وعامْ
- أريدُ الذهابَ..
- إلى حيث يمكنني أن أنامْ...
- فإني مللتُ النبيذَ القديمَ..
- الفِرَاشَ القديمَ..
- البيانو القديمَ..
- الحوارَ القديمَ..
- وأشعارَ رامبو..
- ولَوْحَات دالي..
- وأعينَ (إلْزَا)
- وعُقْدَةَ كافْكَا..
- وما قالَ مجنونُ لَيْلَى
- لشرح الغرامْ...
- متى كانَ هذا المُخَبَّلُ مجنونُ ليلى..
- خبيراً بفنّ الغرامْ؟
- أريدُ الذهابَ إلى زمن البحرِ..
- كي أتخلَّصَ من كل هذي الكوابيسِ،
- من كلّ هذا الفِصَامْ
- فهل ممكنٌ؟
- - بعد خمسينَ عاماً من الحُبِّ-
- أن أستعيدَ السلامْ؟؟
- 5
- أريدُ الذهابَ.. لما قَبْلَ عصر الضفائرْ
- وما قَبْلَ عصر عُيُون المَهَا..
- وما قَبْلَ عصر رنين الأساورْ
- وما قَبْلَ هندٍ..
- ودَعْدٍ..
- ولُبْنَى..
- وما قَبْلَ هزِّ القُدُودِ،
- وشَدِّ النهودِ..
- ورَبْط الزنانير حول الخواصرْ..
- أريدُ الرحيلَ بأيِّ قطارٍ مُسَافرْ
- فإنَّ حُرُوبَ النساءْ
- بدائيّةٌ كحروب العشائرْ
- فقَبْلَ المعاركِ بالسيفِ،
- كانتْ هناكَ الأظافِرْ!!.
- *
- 6
- كرهتُ كتابةَ شعري على جسد الغانياتْ
- كرهتُ التَسَلُّق كلَّ صباحٍ، وكلَّ مساءٍ
- إلى قمة الحَلَماتْ..
- أريدُ انتشالَ القصيدة من تحت أحذية العابراتْ
- أريدُ الدخولَ إلى لغةٍ لا تجيد اللغاتْ
- أريدُ عناقاً بلا مُفْرَداتْ
- وجنْساً بلا مُفْرَداتْ
- وموتاً بلا مُفْرَداتْ
- أريدُ استعادةَ وجهي البريءِ كوجه الصلاةْ
- أريدُ الرجوعَ إلى صدر أمّي
- أريدُ الحياةْ...
المزيد...
العصور الأدبيه