الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> مرثية يوم تافه >>
قصائدنازك الملائكة
- لاحتِ الظلمةُ في الأفْق السحيقِ
- وانتهى اليومُ الغريبُ
- ومضت أصداؤه نحو كهوفِ الذكرياتِ
- وغدًا تمضي كما كانت حياتي
- شفةٌ ظمأى وكوبُ
- عكست أعماقُهُ لونَ الرحيقِ
- وإِذا ما لمستْهُ شفتايا
- لم تجدْ من لذّةِ الذكرى بقايا
- لم تجد حتى بقايا
- انتهى اليومُ الغريبُ
- انتهى وانتحبتْ حتى الذنوبُ
- وبكتْ حتى حماقاتي التي سمّيتُها
- ذكرياتي
- انتهى لم يبقَ في كفّيّ منه
- غيرُ ذكرى نَغَم يصرُخُ في أعماق ذاتي
- راثيًا كفّي التي أفرغتُها
- من حياتي, وادّكاراتي, ويومٍ من شبابي
- ضاعَ في وادي السرابِ
- في الضباب
- كان يومًا من حياتي
- ضائعًا ألقيتُهُ دون اضطرابِ
- فوق أشلاء شبابي
- عند تلِّ الذكرياتِ
- فوق آلافٍ من الساعاتِ تاهت في الضَّبابِ
- في مَتاهاتِ الليالي الغابراتِ
- كان يومًا تافهًا. كان غريبًا
- أن تَدُقَّ الساعةُ الكَسْلى وتُحصي لَحظاتي
- إنه لم يكُ يومًا من حياتي
- إنه قد كان تحقيقًا رهيبا
- لبقايا لعنةِ الذكرى التي مزقتُها
- هي والكأسُ التي حطّمتها
- عند قبرِ الأمل الميِّتِ, خلفَ السنواتِ,
- خلف ذاتي
- كان يومًا تافهًا.. حتى المساءِ
- مرت الساعاتُ في شِبْهِ بكاءِ
- كلُّها حتى المساءِ
- عندما أيقظَ سمعي صوتُهُ
- صوتُهُ الحُلْوُ الذي ضيّعتُه
- عندما أحدقتِ الظلمةُ بالأفْقِ الرهيبِ
- وامّحتْ حتى بقايا ألمي, حتى ذنوبي
- وامّحى صوتُ حبيبي
- حملت أصداءه كفُّ الغروبِ
- لمكانٍ غابَ عن أعينِ قلبي
- غابَ لم تبقَ سوى الذكرى وحبّي
- وصدى يومٍ غريبِ
- كشحوبي
- عبثًا أضرَعُ أن يُرجِعَ لي صوتَ حبيبي
المزيد...
العصور الأدبيه