الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> قلب ميت >>
قصائدنازك الملائكة
- نعم , مات قلبي , أين أحزان حبّه ؟
- وأين أمانيه ؟ وأين أغانيه ؟
- حرارته أضحت رمادا مهشّما
- وأحلامه ذابت على صدر ماضبه
- هو الآن ثلجيّ العواصف , بارد
- يقضّي مع الأشباح غرّ لياليه
- ويرعبه ذكر الممات وليله
- فيدفن نيران الأسى في قوافيه
- وكان له من قبل هيكل معبد
- يغّنيه في أحلامه وصلاته
- من الحبّ والأحلام صاغ رواءه
- وألقى عليه أمنيات حياته
- على صدره الشعريّ تمثال شاعر
- تذوب معاني الروح في نظراته
- يرى فيها إحساسي حياة نقية
- أطلّت خفاياها على ظلماته
- وكان صباح ..واستفقت فلم أجد
- من المعبد الشعريّ إلا رسومه
- تحطّم تمثالي الجميل على الثرى
- وألقى على قلبي النقيّ همومه
- ورحت إلى حبّي أمزّق زهره
- وانثر أحلام الصبا ونجومه
- وينضب في قلبي جمال شبابه
- وينفث ليل الحزن فيه سمومه
- وها أنا ذي عمري احتقار وأدمع
- وفي نفسي الولهى لظى وتمرّد
- أحنّ إلى حبّي الجميل وإن يكن
- أشاح عن التمثال جفني المسهّد
- وماذا تبقّى الآن ؟ شلو حجارة
- تضيق بها نفسي , وصخر ممدد
- تعلق قلبي بالنجوم وقلبه
- تمرّغ في الأوحال , والطين يشهد
- هنالك , في الأمس البعيد , وليله
- سأدفن تمثالي وحبّي وأدمعي
- أشيّد قبرا من تمرّد خافقي
- وأسقيه من بغضي له وترفّعي
- أغّنيه ألحان احتقاري وثورتي
- وتهزأ أضواء النجوم به معي
- وأزرع فيه الشوك والسمّ واللظى
- وأتركه شلوا كقلبي المروّع
المزيد...
العصور الأدبيه