الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> شجرة الذكرى >>
قصائدنازك الملائكة
- مررت بها في المساء الدجيّ
- فألقيت رحلي في ظلّها
- وحدّقت في خضر أوراقها,
- وروحي الكئيبة في ليلها
- فهاجت لقلبي دجى الذكريات
- وأترعت لحني من ويلها
- وصّيرت متّكأي ساقها
- وطافت شجوني من حولها
- تذكرت , والقلب في حزنه
- وقوفي , في ظلّها الساحر
- كأن لم تمرّ الليالي الطوال
- على أمسي المبعد الدابر
- وقفت أكفكف دمعي السخين
- وأصرخ من ألمي الآسر
- أقص على ظلّها قصّتي
- وقصة شاعري الغادر
- قصصت عليها الحديث الكئيب
- وفي يدي الشوكة القاطعه
- أمر بها , والأسى غالبي ,
- على ساقها البرّة الوادعه
- فيا ليدي جرحت ساقها
- وجدت أزاهيرها اللامعه
- كأني بذاك جرحت الحياة
- وعاقبت أقدارها الخادعه
- ومرّت عليّ السنين الطوال
- وطالعني يومي الخالد
- فأبصرت فيه أساي البعيد
- يحس به قلبي الواجد
- فقلت لقلبي : هيا نطف
- بها , وليثر حزنك الهامد
- سنسألها اليوم عن جرحها
- ألم يشفه الزمن الآبد
- وعدت إليها , كأن لم تمرّ
- عليّ السنين وأقدارها
- فؤادي ما زال مستأسرا
- وروحي ما أطفئت نارها
- يفيئّني ظلّها من جديد
- وتحنو على القلب أزهارها
- فيا نبلها , صفحت عن يدي
- وما زال عند يدي ثارها
- ودرت أسائل عن جرحها
- أما دملته أكفّ القدر ؟
- فلم أر إلاّ اخضرار الحياة
- فليس عليها لجرح أثر
- وأما جراح فؤادي الحزين
- فما زلن يشكون طول الصدر
- فيا عجبا للزمان المسيء
- متى عن إساءته يعتذر ؟
المزيد...
العصور الأدبيه