الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> خواطر مسائية >>
قصائدنازك الملائكة
- إذا زحف الليل فوق السهوب
- ومرّت على الأفق كفّ الغيوم
- ولم يبق غير السكون الرهيب
- ونام الدجى تحت جنح الوجوم
- ولم يبق إلا نواح اليمام
- وهمس السواقي وأنّاتها
- ووقع خطى عابر في الظلام
- تمرّ وتخفت أصواتها
- جلست أناجي سكون المساء
- وأرمق لون الظلام الحزين
- وارسل أغنيتي في الفضاء
- وأبكي على كلّ قلب غبين
- أصيخ إلى همسات اليمام
- وأسمع في الليل وقع المطر
- وأّنات قمريّة في الظلام
- تغنّي على البعد بين الشجر
- وآهات طاحونة , من بعيد
- تنوح المساء وتشكو الكلال
- تمرّ على مسمعي بالنشيد
- وتفتا تصدح خلف التلال
- أصيخ ولا صوت غير الأنين
- وأرنو ولا لون غير الدجى
- غيوم وصمت وليل حزين
- فلا عجب أن أحسّ الشجا
- رأيت الحياة كهذا المساء
- ظلام ووحشة جوّ كئيب
- ويحلم أبناؤها بالضياء
- وهم تحت ليل عميق رهيب
- طبيعتها أبدا باكية
- فصمت الدجى وأنين الرياح
- وتنهيدة النسم السارية
- ودمع الندى في عيون الصباح
- وابصرت عند ضفاف الشقاء
- جموع الحزانى وركب الجياع
- تشردهم صرخات القضاء
- وما أرسلوا همسات الوداع
- وأصغيت لكن سمعت النشيج
- يدوّي صداه على مسمعي
- وراء القصور وفوق المروج
- فمن يا ترى يتغنّى معي؟
- سأحمل قيثارتي في غد
- وأبكي على شجن العالم
- وأرثي لطالعه الأنكد
- على مسمع الزمن الظالم
المزيد...
العصور الأدبيه