الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> النهر العاشق >>
قصائدنازك الملائكة
- أين نمضي? إنه يعدو إلينا
- راكضًا عبْرَ حقول القمْح لا يَلْوي خطاهُ
- باسطًا, في لمعة الفجر, ذراعَيْهِ إلينا
- طافرًا, كالريحِ, نشوانَ يداهُ
- سوف تلقانا وتَطْوي رُعْبَنا أنَّى مَشَيْنا
- **
- إنه يعدو ويعدو
- وهو يجتازُ بلا صوتٍ قُرَانا
- ماؤه البنيّ يجتاحُ ولا يَلْويه سَدّ
- إنه يتبعُنا لهفانَ أن يَطْوي صبانا
- في ذراعَيْهِ ويَسْقينا الحنانا
- **
- لم يَزَلْ يتبعُنا مُبْتسمًا بسمةَ حبِّ
- قدماهُ الرّطبتانِ
- تركتْ آثارَها الحمراءَ في كلّ مكانِ
- إنه قد عاث في شرقٍ وغربِ
- في حنانِ
- **
- أين نعدو وهو قد لفّ يدَيهِ
- حولَ أكتافِ المدينهْ?
- إنه يعمَلُ في بطءٍ وحَزْمٍ وسكينهْ
- ساكبًا من شفَتَيْهِ
- قُبَلاً طينيّةً غطّتْ مراعيْنا الحزينهْ
- **
- ذلكَ العاشقُ, إنَّا قد عرفناهُ قديما
- إنه لا ينتهي من زحفِهِ نحو رُبانا
- وله نحنُ بنَيْنا, وله شِدْنا قُرَانا
- إنه زائرُنا المألوفُ ما زالَ كريما
- كلَّ عامٍ ينزلُ الوادي ويأتي للِقانا
- **
- نحن أفرغنا له أكواخنا في جُنْح ليلِ
- وسنؤويهِ ونمضي
- إنه يتبعُنا في كل أرضِ
- وله نحنُ نصلّي
- وله نُفْرِغُ شكوانا من العيشِ المملِّ
- **
- إنه الآن إلهُ
- أو لم تَغْسِل مبانينا عليه قَدَمَيْها?
- إنه يعلو ويُلْقي كنزَهُ بين يَدَيها
- إنه يمنحُنا الطينَ وموتًا لا نراهُ
- من لنا الآنَ سواهُ?
المزيد...
العصور الأدبيه