الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> العودة إلى المعبد >>
قصائدنازك الملائكة
- معبدي , عادت بي الأحزان فارأف بي
- عدت يا ليتك تدري بعض آلامي وما بي
- عدت والقلب شريد تائه بين الضباب
- يتلوّى في إسار من حنيني واكتآبي
- ذهب الأمس بأوهام فؤادي ومحاها
- فإذا قلبي عبد ولقد كان إلها
- آه فارأف بفتاة حطّم الدهر مناها
- وأفاقت ليهدّ الحزن واليأس قواها
- معبدي , إفتح لقلبي الباب , قد طال وقوفي
- أنا من مات ربيعي في أعاصير الخريف
- جئت ألقي بين كفّيك أسى قلبي اللهيف
- علني أحظى بظلّ في مجاليك وريف
- عدت , يا معبد , للصمت , فلن أشدو بحبّي
- لم يعد قلبي يهفو فلقد ودّعت قلبي
- حسبي الآن وجومي وكآباتي حسبي
- حسب روحي نار إحساسي وأهاتي ورعبي
- أسفا , كيف ذوى حبّي ولحني ورجائي ؟
- ليتني كنت تناسيت , فلم أرع وفائي
- ليت حبّي لم يعلّمني أغاريد السماء
- ليته خلّفني في الأرض بين الأشقياء
- رحمة , ماذا تراني أفعل الآن بفنّي ؟
- هي ذي آلهة الشعر فهل تمسح حزني ؟
- هو ذا العود فهل يسعد روحي أن أغنّي ؟
- رحمة بي , ما الذي قد أبقت الأحزان منّي ؟
- أين أمسي , وهو أحلام وألحان ولهو ؟
- أين أيامي غذ قلبي من الأشواق خلو ؟
- ما الذي أبقى لي الحبّ ؟ أجسمي , وهو نضو ؟
- وفؤادي , وهو أوصال ؟ وروحي , وهو شلو ؟
- إدفن الأحلام , يا قلبي الخياليّ المحطّم
- واستفق من قبل أن ينطفىء الحلم فتندم
- ما الذي أغراك بالحبّ ؟ ومن أوحى وألهم؟
- عجبا , كيف ترى الشرّ بعينيك وتحلم ؟
- إستفق من حلمك الشعريّ وايأس يا كئيب
- ذبلت أغنية الحبّ وواراها المغيب
- وستبقى, أيّها المحزون , في الشوق تذوب
- أبدا ترجو رجوعا لهوى ليس يؤوب
- ثم ماذا ؟ أي حلم ترتجي يا ابن السماء
- أنت في الأرض , فلا تحلم بلقيا الأوفياء
- لا تلم شاعرك الغادر وابسم للشقاء
- والتجىء للعود تسعد يا حزين الشعراء
- معبدي , إفتح لقلبي الباب , لا تقس عليه
- ليجد عندك سلواه لينسى أمليه
- يا لمحزون شقيّ مزّق الشوك يديه
- ملء دنياه عبوس , فابتسم أنت إليه
- عيد الإنسانية
- "8/5/1945 يوم الهدنة"
- في دمي لحن من الشوق جديد
- والمجاليّ حواليّ نشيد
- ليلتي هذي ابتسام وسعود
- طاف بالأفق فغنّاه الوجود
- هي يا قيثارتي لحن سعيد
- هي شعر , هي وحي , هي عود
- هذه الليلة للعالم عيد
- وهي , يا قيثارتي , الحلم الوحيد
- أين أوتارك يا عودي الحبيبا
- شدّها واصدح ولا تبق كئيبا
- لم تعد دنياك جمرا ولهيبا
- أنت يا من عشت في الكون غريبا
- نغم السلم سرى فاحي طروبا
- واملأ الدنيا لحونا وطيوبا
- وانس أمسا ملأ الكون خطوبا
- آن للأفراح أن تمحو الكروبا
- فرحة الهدنة , يا بشرى لفنّي
- أأنا أحلم ؟ أم تكذب أذني ؟
- أم هي الفرحة قد لاحت لعيني ؟
- حلم الصادي ورؤيا المتمنّي
- يا إله الشعر نحّ الصمت عّني
- آن أن أنسى ضراعاتي وحزني
- آن أن أحيي الأماني وأغّني
- ومعي قلبي وأشعاري ولحني
- أنا من غنّت دموع الأشقياء
- وبكت أشعارها للأبرياء
- كم صريع قبره ثلج الشتاء
- ويتيم مهده شوك العراء
- وصبايا كرعت سمّ القضاء
- قبل أن ترشف كأسا من هناء
- صغت أحزانهم لحن شقاء
- هو أحزاني وحبي ووفائي
- ولقد صوّرت أحلامي سنينا
- وهي ما زالت سرابا . وظنونا
- وإذا الرحمة تنجي الحالمينا
- بالسلام الحلو , حلم المنشدينا
- وصدى الوحي ولحن الشاعرينا
- لم يعد قلب المقادير ضنينا
- فابسمي , شاعرتي , زهوا وفتونا
- آه يا شاعرتي , غنّي الأماني
- واسمعي , هذا هتاف المهرجان
- فالنواقيس , على البعد , أغان
- بشّرت بالفجر أحزان المساء
- وصدى السلم على كلّ لسان
- فاتن النغمة علويّ المعاني
- إنها الفرحة , يدري المشرقان
- أقبلت تأسو جراح الحدثان
المزيد...
العصور الأدبيه