الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> الخيال والواقع >>
قصائدنازك الملائكة
- رحمة , لا تنزليني من سمائي
- واتركيني في خيال الشعراء
- أتركيني , لا تعيدي لي الظنونا
- ودعيني أملأ الدنيا لحونا
- وأصغ عمري جمالا وفتونا
- أبدا أصدح حبّا وحنينا
- لحبيبي وأنا تحت سمائي
- وخيالي , من خيال الشعراء
- اتركييني , أنا قد نحت طويلا
- ودعيني أبصر الكون جميلا
- شبع القلب دموعا وذهولا
- فدعيه يقطع العمر جهولا
- ويعش , مثلي في ظلّ السماء
- ويشاركني خيال الشعراء
- رحمة بي , رحمة , لا تحزنيني
- ودعيني في خيالاتي , دعيني.
- قصّة الإثم وأنباء المجون
- لا تقصّيها على قلبي الحزين
- ودعيه , في تعاليل السماء
- ممعنا في نشوات الشعراء
- أن يكن قلبي ظمآن وفيّا
- لا يرى في شاعري إلا نبيّا
- أو يكن يكتم حّبا شاعريّا
- فهو ما زال بأوهامي يحيا
- أبدا يرسم أحلام السماء
- ويغني أغنيات الشعراء
- قد سئمت الواقع المرّ المملا
- ولقد عدت خيالا مضمحلا
- فاتركيني بخيالي أتسلى ,
- آه كاد اليأس يعروني , لولا
- أنّني لذت بأحلام السماء
- وتخّيرت خيال الشعراء
- صوّري ما شئت لي الأمس وسحره
- يوم كان الحبّ في كفّي زهرة
- إرسمي للقلب أحلام المسرّه
- ودعيني أذق الأفراح مرّه
- عّلني أهبط من برج السماء
- ويجافيني اكتىب الشعراء
- لا تثيري ألمي , حسبك أنّي
- لم أزل في معبد الحبّ أغنّي
- لم يزل حلمي رؤيا متمن
- كل يوم يهدم اليأس وأبني
- ولقد شيّدت لي برج السماء
- وخيالاتي ووهم الشعراء
- لم يكن حبّي سوى حلم غريب
- مده الوهم على قلبي الكئيب
- أسفا , لم يبق لي غير شحوبي
- واغاريدي آلت للغروب
- لم يعد لي غير أحلام السماء
- وخيالاتي ووهم الشعراء
المزيد...
العصور الأدبيه