الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> نازك الملائكة >> إلى عيني الحزينتين >>
قصائدنازك الملائكة
- عينيّ , أيّ أسى يرين عليكما
- ويثير في غسق الدجى دمعيكما ؟
- إني أرى خلف الجفون ضراعة
- تستنطق الكون العريض المبهما
- أفقان تحت الليل ألمح فيهما
- قطرات ضوء يرتشفن الأنجما
- الكون مبتسم فأيّة لوعة
- يا مقلتيّ تلوح في جفنيكما ؟
- مسكينتان , رأيتكما ما لا برى
- جيل أقام على لضلال وحوّما
- جهل الحقائق في الحياة , فلم يطق
- عن زيفها هربا وعاش مهوّما
- مسكينتان كتمتما حمم الأسى
- فأبى تأوه خافقي أن تكتما
- فإذا الدموع غشاوة رّفت على
- جفنيكما , سيلا سخينا مفعما
- ورأيتما , خلل الدموع , مفاتن ال
- ماضي وطاف الشوق في أفقيكما
- عبثا تصوغان التوسّل في الدجى,
- قلب القضاء قضى بألا تنعما
- عبثا , فيا عينيّ لا تتضرّعا
- لا شيء يرجع بالجمال إليكما
- حسبي وحسبكما الرضوخ لما قضى
- قلب الليالي فارضخا واستسلما
- كم حالم من قبلنا فقد المنى
- فقضى الحياة لوحده متجّهما
- يرعى الليالي مانحا ظلماتها
- روحا مجنحة وقلبا ملهما
- ***
- عينيّ , يا سرّ الطبيعة , حدّثا
- ماذا وراء الكائنات رأيتما ؟
- رفعت دياجير الحياة ستورها
- لكما وابدت سرّها المستبهما
- هاتا حديث الموت , هاتا سرّه
- قد آن , يا عيني, أن تتكلما
- ما شاطىء الأعراف ؟ ما ألوانه ؟
- ما سرّه الخافي ؟ صفاه وترجما
- في صدري الخفّاق قلب راعش
- ما زال صبا بالمفاتن مغرما
- لولاه , يا عينيّ , ما غنّيتما
- بهوى الحياة ولا أصابكما الظما
- عذرا إذا حمّلتما حزن الدنا
- لولاي , يا عينيّ , ما حمّلتما
- وكفى فؤادي , في الحياة , شقاوة
- أنّي جنيت , مع الحياة , عليكما
المزيد...
العصور الأدبيه