الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> معين بسيسو >> المدينة المحاصرة >>
قصائدمعين بسيسو
- البحر يحكي للنجوم حكاية الوطن السجين
- والّليل كالشحّاذ يطرق بالدموع وبالأنين
- أبواب غزة وهي مغلقة على الشعب الحزين
- فيحرّك الأحياء ناموا فوق أنقاض السنين
- وكأنّهم قبر تدقّ عليه أيدي النابشين
- وتكاد أنوار الصباح تطلّ من فرط العذاب
- وتطارد الّليل الذي ما زال موفور الشباب
- لكّنه ما حان موعدها وما حان الذهاب
- المارد الجبّار غطّى رأسه العالي التراب
- كالبحر غطّاه الضباب وليس يقتله الضباب
- ويخاطب الفجر المدينة وهي حيرى لا تجيب
- قدّامها البحر الأجاج وملؤها الرمل الجديب
- وعلى جوانبها تدبّ خطى العدوّ المستريب
- ماذا يقول الفجر هل فتحت إلى الوطن الدروب
- فنوّدع الصحراء حين نسير للوادي الخصيب ؟
- لسنابل القمح التي نضّجت وتنتظر الحصاد
- فإذا بها للنّار والطير المشرّد والجراد ..
- ومشى إليها الليل يلبسها السواد على السواد
- والنّهر وهو السائح العدّاء في جبل وواد
- ألقى عصاه على الخرائب واستحال إلى رماد
- هذي هي الحسناء غزة في مآتمها تدور
- ما بين جوعى في الخيام وبين عطشى في القبور
- ومعذّب يقتات من دمه ويعتصر الجذور
- صور من الإذلال فاغضب أيها الشعب الأسير
- فسياطهم كتبت مصائرنا على تلك الظهور
- أقرأت أم ما زلت بكّاء على الوطن المضاع ؟
- الخوف كبّل ساعديك فرحت تجتنب الصراع
- وتقول إنّي قد وشقّت الريح الشراع
- يا أيّها المدحور في أرض يضجّ بها الشعاع
- أنشد أناشيد الكفاح وسرّ بقافلة الجياع
المزيد...
العصور الأدبيه