الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> معز عمر بخيت >> البحر مدخلي إليك >>
قصائدمعز عمر بخيت
- كن شاطئي يا بحر واحمني
- من موج هذه المدينة ْ
- كن قلعتي و زورقي
- و حصني الأمين و السفينة
- كن راحتي و مضجعي
- و رونق الصفاء و السكينة
- كن ساعدي و قوتي
- على مطارق السنين و الصبابة
- كن دوحتي و قدرتي
- على المواقف المُهابة ْ
- كن فرحة المصيف بالسحابة
- مذ نامت النجوم تحت شرفتيِ
- و أنبت الرخام فوق غرفتي
- حدائقاً و غابة
- الليل ما ونىَ ..
- على جواده النهار
- أو توشّحت عيونه السراب وانحنى
- و عندما تكسر الشعاع و انثنى
- تشبع المساء و انطلقْ
- بصهوة النقاء فائتلق
- المجد للفراش و السقوط للهزيمة ْ
- تحية لكل من أقام للجراح قيمة ْ
- وعزة لرهبة المشاعر الأليمة
- فصمتنا قصيدة ْ
- و حزننا بكفة الشروق موجة عنيدة
- أتيت يا حبيبتي
- إليك حاملاً عذوبة السماء
- صفحة جديدة
- لعلّه الشعور بالأمان بيننا نُعيدهْ
- لعلّه الهروب من وقائع الحياة
- يمنح السلام عيدهْ
- و يجعل النضال دارَه الوليدة
- و حلمك الهناء و الزمان في يديك
- حلم عابر على الطريق نحو بلدة
- تناثرت دماؤها على جحيم مقصلة ْ
- فلا ولم تكن لدىّ
- في اتجاهك القديم بوصلةْ
- و لا الطريق دونك انجلىَ
- يا شعلةً من الحنان مذهلةْ
- فلتفتحي كهوف دهشتي لكل قافلة ْ
- ولترمقي بريق مهجتي و لتستقي بمحفله ْ
- فمدّدي عقود فرحتي
- و حدّدي شواطئ الوله ْ
- فما رميت إذ رميت مقتلهْ
- الموج بيتنا و البحر مدخلهْ
- يا ليتني اعتمرت في هواك
- و احتملت صبري الطويل
- و اعتصمت في دواخلهْ
- كي تطلعي كما السناء في محافل العُلا
- أو تخرجي كسنبلة
- فها هنا توهجت جراح نشوتي
- و هاهنا تفجر الحنين قنبلة
- فلا أنا و لا الزمان ما روى
- للشمس قصتي بما حويت أو حوى
- فصدقي روايتي
- و ما عليّ إثم ما حكيت يا وطنْ
- فاحمل الأمانة القوام و الشجن
- و طهّر الزمن
- من ثورة الغياب من تعلق الرقاب
- بالضياع و المحن
- في بلدةٍ تداعى صمتها و صوتها اندثر
- فعلم الرؤى محاسن الصور
- و دغدغ القمر
- كي تصبح الحياة كوكباً من العطاء و الثمر
- و الفجر بيننا يظل مستقر
- فالخير و البقاء و الحذر
- و الهمس و الشعور والسحر
- جميعها جميعها قدر.
المزيد...
العصور الأدبيه