الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> مظفر النواب >> في الحانة القديمة >>
قصائدمظفر النواب
- المشري ليس بعيدا.. ما جدوىذلك أنت كما الأسفنج
- تمتص الحانات
- ولا تسكر يحزنك المتبقي من عمر الليل بكاسات الثملين
- لماذا تتركوه؟
- هل كانوا عشاقا؟
- هل كانوا لوطيين بحض إرادتهم كلقاءات القمة؟
- هل كانت بغي ليس لها أحد
- في هذي الدنيا الرثة؟
- وهمست بدفء في رئتييها الباردتين...
- أيقتلك البرد؟
- أنا يقتلني نص الدفء.. ونصف الموقف أكثر
- سيدتي ..نحن بغايا مصرك
- يزني القهر بنا.. والدين الكاذب.. والفكر الكاذب..
- والخبز الكاذب
- والأشعار ..ولون الدم يزور حتى في التأبين رماديا
- ويوافق كل الشعب..أو الشعب
- وليس الحكم أعور
- سيدتي .. كيف يكون الإنسان شريفا
- وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان
- والقادم أخطر
- نوضع في العصارة كي يخرج منا النفط
- نخبك؟؟ نخبك سيدتي
- لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني
- فالبعض يبيع اليابس والأخضر
- ويدافع عن كل قضايا الكون
- ويهرب من وجه قضيته
- سأبول عليه وأسكر..ثم أبول عليه وأسكر
- ثم تبولين عليه ونسكر
- المشرب غص بجيل لا تعرفه.. بلد لا تعرفه
- لغة.. كركرة.. أمور لا تعرفها
- إلا الخمرة بعد الكأس الأول تهتم بأمرك
- تدفئ ساقيك الباردتين
- ولا تعرف أين تعرفت عليها أي زمان
- يهذي رأسك بين يديك
- بشيء يوجع مثل طنين الصمت
- يشارك الصمت كذلك
- بالهذيان... وتحدق
- في كل قناني العمر لقد فرغت
- والنادل أطفأ ضوء الحانة مرات
- لتغادر
- كم أنت تحب الخمرة.... واللغة العربية...... والدنيا
- لتوازن بين العشق وبين الرمان
- هذي الكأس وأترك جنتك المسحورة
- يا نادل لا تغضب فالعاشق نشوان
- وأملأها حتى تفيض فوق الخشب البني
- فما أدراك لماذا هذي اللوحة للخمر...
- وتلك لصنع النعش.. وأخرى للإعلان.....
- أملأها علنا
- عفوا مولاي فما أخرج من حانتك الكبرى
- إلا منطفئ سكران
- أصغر شيء يسكرني في الخلق فكيف الإنسان
- سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل
- وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان
- وقنعت يكون نصيبي في الدنيا.. كنصيب الطير
- لكن سبحانك حتى الطير لها أوطان تعود إليها
- وأنا ما زلت أطير... فهذا الوطن الممتد من البحر إلى البحر
- سجون متلاصقة
- سجان يمسك سجان....
- ************
المزيد...
العصور الأدبيه