الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> مصطفى وهبي التل (عرار) >> نَوَرٌ نسميهم >>
قصائدمصطفى وهبي التل (عرار)
- لا درّ درّك " جعفر يا " جعفر "
- دعني بغيّ ضلالتي أتعثر
- وإذا فقيه القوم أسهب واعظا
- وبه اهتدى غيري فدعني أكفر
- وإذا مريدوه الأفاضل أسرفوا
- بالقول : هذا ماجن مستهتر
- فأنخ على باب الصرّاحة ناقتي
- حتى يموت بغيظه المتذمر
- واضرب به وبفقهه وبوعظه
- عرض الجدار فذا بذلك أجدر
- عبّود قال ، فما لنا ومقاله
- السكر في نظر الشريعة منكر
- والخمر رجس والكؤوس برأس من
- شربوا بها يوم الحساب تكسّر
- إنّ الإله الحقّ جلّ جلاله
- من أن يقول بقول شيخك أكبر
- فهلمّ نشربها فلون حبابها
- ذهب كشعر الشركسية أشقر
- وتعال عند المنتشين بطبعهم
- من حان ألحان الربابة نسمر
- الطامعين وليس من أمل لهم
- والقانطين وكلهّم مستبشر
- الآخذين من الحياة بصفوها
- والتاركين لغيرهم ما يكدر
- الساخرين بكلّ شيء بينما
- لا شيء إلاّوهو منهم يسخر
- " نَوَرٌ " نسميهم ونحن بعرفهم
- منهم وفي عين الحقيقة " أنَورُ "
- **
- **
- أو لم تر العرفاء كيف تهودوا
- أو لم تر المتعلمين تنصروا
- والبائعين بلادهم بقلامة
- قد أقدموا والمخلصين تقهقروا
- فالحرّ فينا للعلوج مطية
- والعفّ منا لليهود يسمسر
- بعنا العروبة بالوظيفة وانبرى
- ليبيع " غور أبي عبيدة " أزعر
- لا تعجبنّ لفعلنا فنفوسنا
- رغم الظواهر بالدناءة تزخر
- يا " هبر "، يا طبال ، يا من قومه
- من كلّ سفسطة تغلّ تحرروا
- إنّا على ما قدروه لشأننا
- من قيمة من شسع نعلك أحقر
- حاك الصّغار لنا رداء رئاسة
- يلهو بقرض خيوطه المستعمر
- لا تحسبن يا " هبر " سؤددنا كما
- يبدو، فغيرك بالحقيقة أخبر
- هيهات لو تغني الظواهر ربّها
- أسدا لكان الثعلب التنمر
- **
- **
- فدع الرصانة والرزانة والحجا
- برؤوس عبدان الفلوس تنقر
- وهلمّ عند الضاربين بطبلهم
- للناس أمثلة الصراحة نسمر
- الراقصين على الحبال جدودهم
- رقصا كرقص الأمس لا يتغير
- الثابتين على مبادىء قومهم
- الحافظين ذمام من لا يخفر
- " نَوَرٌ " لئن كانوا فإنّ وفاءهم
- مما يحار بأمره المتبصر
- لا يكذبون ولا بتور فعالهم
- ولقلّما ظهروا بما لم يضمروا
- ما زال من كنا نؤمل خيره
- قد صار عن آراء " وزمن " يصدر
- يا " هبر " شعبك بالحياة من أمتي
- أضحى الأحقّ وبالكرامة أجدر
- يا " هبر " هات لي الربابه وانطلق
- بي حيث قومك أسهلوا أم أصحروا
- أنا مثلكم أصبحت لا أرض ولا
- أهل ولا دار ولا لي معشر
- ولقائل لك بالعراق ، وملكه
- واق يعيذك ما تخاف وتحذر
- فهناك لا بلفور يزعج وعده
- أحدا وليس هناك من يتبلفر
- وهناك لا " بيك " تخاف جنوده
- يوما ولا " ككس " هناك وهوبر
- وهناك لا .. أوهل هناك دساكر
- يا شيخ بالهيف المرنّح تزخر
- وعيون ما ينفك يزعم أنّها
- عيناه في نظراتهنّ الجؤذر
- هيهات ما بعد " الصريح " وأهلها
- للحصن لا شرقي " سال " "مغير"
- ما في العراق وربّ زمزم أعين
- إلاّ ومن خلف الزّجاجة تنظر
- " عمص " ويحسبها السخيف لأنّها
- سقيت بدجلة بابلية تسحر
- فأقم " باربد " لا تغادر ساحها
- إلاّ إلى القبر الذي به تقبر
المزيد...
العصور الأدبيه