الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمود درويش >> امرأة جميلة في سدوم >>
قصائدمحمود درويش
- يأخذ الموت على جسمك
- شكل المغفرة ،
- وبودي لو أموت
- داخل اللذة يا تفاحتي
- يا امرأتي المنكسرة..
- و بودّي لو أموت
- خارج العالم.. في زوبعة مندثرة
- (للتي أعشقها وجهان:
- وجه خارج الكون
- ووجه داخل سدوم العتيقة
- و أنا بينهما
- أبحث عن وجه الحقيقة)
- صمت عينيك يناديني
- إلى سكّين نشوة
- و أنا في أوّل العمر ..
- رأيت الصمت
- و الموت الذي يشرب قهوة
- و عرفت الداء
- و الميناء
- لكنك.. حلوة!..
- ..و أنا أنتشر الآن على جسمك
- كالقمح، كأسباب بقائي ورحيلي
- و أنا أعرف أن الأرض أمي
- و على جسمك تمضي شهوتي بعد قليل
- و أنا أعرف أنّ الحب شيء
- و الذي يجمعنا، الليلة، شيء
- و كلانا كافر بالمستحيل.
- و كلانا يشتهي جسما بعيدا
- و كلانا يقتل الآخر خلف النافذة !
- (التي يطلبها جسمي
- جميلة
- كالتقاء الحلم باليقظة
- كالشمس التي تمضي إلى البحر
- بزي البرتقالة ..
- و التي يطلبها جسمي
- جميلة
- كالتقاء اليوم بالأمس
- و كالشمس التي يأتي إليها البحر
- من تحت الغلاله)
- لم نقل شيئا عن الحبّ
- الذي يزداد موتا
- لم نقل شيئا
- و لكنا نموت الآن
- موسيقى وصمتا
- و لماذا؟
- و كلانا ذابل كالذكريات الآن
- لا يسأل: من أنت ؟
- و من أين: أتيت؟
- و كلانا كان في حطين
- و الأيام تعتاد على أن تجد الأحياء
- موتى ..
- أين أزهاري ؟
- أريد الآن أن يمتليء البيت زنابق
- أين أشعاري؟
- أريد الآن موسيقى السكاكين التي تقتل
- كي يولد عاشق
- و أريد الآن أن أنساك
- كي يبتعد الموت قليلا
- فاحذري الموت الذي
- لا يشبه الموت الذي
- فاجأ أمّي..
- (التي يطلبها جسمي
- لها وجهان :
- وجه خارج الكون
- ووجه داخل سدوم العتيقة
- و أنا بينهما
- أبحث عن الحقيقة)
المزيد...
العصور الأدبيه