الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> غضبة !... >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- عَرَتِ الخطوبُ وكيف لاتعرو
- فصَبَرتَ أنتَ ودِرعُكَ الصبرُ
- وصَبرتَ أنتَ وأنت ذو ثقةٍ
- أن لو تشاءُ لزُحزِحَ الأمر
- لانجاب عُسْرٌ من فرائسه
- صِيدُ الرجال ولا رتَمى اليسر
- ولَدَرَّ ضَرْعٌ رُحتَ تحلِبُه
- إنْ كان أعوَزَ غيرَكَ الدَرُّ
- عَرتِ الخطوب فما خَفَضْتَ لها
- من جانحٍ وكذلك النَسْر
- ومَضيْت تلتهبُ السما صُعُداً
- لك عند غُرِّ نُجومها وَكر
- وعلى جَناحَيْك ارتَمتْ كِسَراً
- مثلَّ الضَّباب عواصفٌ صِرُّ
- فتجاوَزَتْكَ وراح نَهبتَها
- نَخْبُ الفؤادِ وخامِلٌ غَمْر
- النَفْعُ رِخوٌ لِستَ صاحِبَه
- وأخوكَ هذا الشامِخُ الضُر
- أجررتَ والدنيا فما سَطَرتْ
- الا وعندك فوقَها سَطر
- ومضيتُما كلٌ بوطأته
- فَرَسَيْ رهانٍ أنت والدهر
- عرت الخطوب وكيف لا تعرو
- وطريقُ مثلِكَ ، صامداً ، وعَر
- عَدَتِ الضِّباعُ عليك عاويةً
- طناً بأنك مأكلٌ جَزْر
- فتذوَّقَتْك فقال قائلُها
- انَ الغَضَنفَر لحمُه مُرّ
- وخَلَصت حُرَّ الوَجه ذا ألَقٍ
- ووجُوهُهُم مطموسةٌّ عفْر
- حَسَدوكَ أنَّكَ دُسْتَ هامَهُمُ
- مُتجبَّراً ولنَعْلِكَ الفَخْر
- وحَقَرْتَهم فقُلوبُهْم وَغْرُ
- من ضِغنةٍ وعيونُهم خُزْر
- لا أمرَ عندهَمُ فهمُ هَمَلٌ
- غُفْلٌ وكل حياتِهم خَمْر
- وزعيمُ قومٍ كالغُراب به
- صِغَرٌ وفي خُطُواتِه كِبْر
- يغتَرُّ فيما لا يُشرِّفُه
- جَهِلَ المُغَفَّل كيفَ يَغْتَّرّ
- يغتَرُّ أنْ ألقَوا بمعدتِه
- عَفْنَ الطعام فراحَ يجتَّر
- بادي الغَباء تكادُ تقرؤه
- بالظنِّ لا خَبرٌ ولا خُبْر
- أضحى وزيراً فاغتدَى رَهِقاً
- مثل الحمار يؤودُه الوِزْر
- لله أنتَ مطيةٌ عَرِيَتْ
- منها الشَوَى وتأكَّلَ الظَهر
- ودريئةٍ يرمي الأبيَّ بها
- وغدٌ ، ويُصمي البّرَةَ الفُجر
- والتفَّ عن أطرافه هََمَجٌ
- مثل النَّعام يسودُها الذُعر
- وتحلَّبوه ففي اكُفِّهم
- شَطرٌ وفي أفواهِهم شَطْر
- من فاجرينَ بكل قارعةٍ
- حلّوا تحدَّث عنهم العُهْر
- ومُفَرِّقين مذاهباً جُمِعَت
- وحَنَا عليها الآيُ والذِكر
- مثل اللُّصوصِ يلُمُّ شَمْلَهُمُ
- خَيْطُ الدُجى ويَحُلُّه الفجر
- يا عبدَ سوء في مزاعِمِهِ
- يشتطُّ حيثُ تحرَّرَ الفِكر
- قبليَّةٌ والكونُ وحَدَّه
- فكر وخطَّ مصيرهُ ذَرُّ ؟!
- أفأنتَ كونٌ يُستَظلُّ به
- أمْ أنت يا ابنَ جهالةٍ عَصْر
- قل " للصحيفةِ " انتَ قائدُها
- سَفَهاً وأنتَ زعيمُها الحرُّ
- إني – ولي في المجد مُتَّسَعٌ -
- عَفٌّ عن استغلالِة برُّ
- لم ادَّخر منه سوَى نَشَب
- هو للبلاد وأهلها ذُخْر
- غَنِيت به الأجيالُ طاعمةً
- منها السمينَ ، وعَضَّني الفقر
- لا أستَغِلُّ فأنتَ لي عظةٌ
- فيما أتيتَ ، وأنتَ لي زجْر
المزيد...
العصور الأدبيه