الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> على الخالصي >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- صدقْتَ يا برق بهذا النبا
- ومن ليَ اليوم بأن تكذَبا
- من هِزة الحزن غدا خافقاً
- سلكك أم من هِزة الكهرُبا ؟
- طارت بيوم النَّحس برقيةٌ
- آه على الآمال طارت هبا
- شقّت على الأسماع أصداؤها
- وهز فيها المشرقُ المغربا
- موجزةُ اللفظ وداعي الأسى
- بالحزن في أثنائها أطنبا
- تكاد أن تَمرُقَ من سلكها
- لو وجدت من بينه مهربا
- علماً بما تحمل من خطرة
- بالرغم ان تقرأ أو تكتبا
- لسانُها الأخرسُ من حَلَّه ؟
- ولفظُها المعجمُ من أعربا؟
- قُومي البسي بغدادُ ثوب الأسى
- إن الذي ترجينه غُيِّبا
- إن الذي كان سراج الحمى
- يشيع في غيهبه كوكبا
- بات على نهضة أوطانه
- ملتهب الجمرة حتى خبا
- قصرَّ من أيامه همُّهُ
- أن يُنقِذ الموطن والمذهبا
- قومي افتحي صدرك قبراً له
- وطرزيه بوُرود الرُّبى
- خُطي على صفحته :" هكذا
- يُرفع من مات شهيدَ الابا "
- ودرِّسي نشأك تاريخَه
- فان فيه المنهج الأصوبا
- رُدي إلى أوطانه نَعشَه
- لا تدفني في فارس " يعربا "
- لا تدعي فارس تختصه
- فالولد البَرْز لمن أنجبا
- شمس اضاءت ههنا حقبة
- وهي هنا أجدر أن تغرُبا
- كان يهزُ الصُلب من غالبٍ
- ويدفع المغلوب أن يغلبا
- يُهيب بالطالب أن يركب الأخطارَ
- حتى يبلُغَ المطلبا
- لا يأتلي ينشُد حقاً ولا
- ينفك ان يُغضب أو يغضبا
- كان صليب العود في دنه
- وكان في آرائه أصلبا
- يمنعه المبدأ أن ينثني
- والدين والجَرأةُ أن يكذِبا
- عفٌّ عن الدنيا سوى خُطةٍ
- يذبُ عنها وكفى مأربا
- ورابط الجأش متى ما يشأ
- جهَّز ن آرائه مقنبا
- يبغضه المعجب إذ أنه
- أخو اتضاع يبغض المعجَبَا
- محّص بالتجريب أيامه
- وكيِّسُ الأقوام من جربا
- يكاد أن يُشرب من رقة
- ومن جمال الروح ان يُنهبا
- شاء العلى والمجد ان يجتلى
- وشاءت الاقدار ان يُحجبا
- تنازع للكون في اهله
- صير منا الحوَّلَ القُلبا
- ما الجود في أعمارنا طولها
- وإنما الجود بأن توهبا
- سيان طال العمر أو لم يطُلْ
- ما دامت الغاية أن يسلبا
- سمعاً زعيم من نادب
- عزَّ عليه اليوم ان نُدْبَا
- اليومَ يَرثيك وفي أمسه
- كان يُغنيك لكي تَطْرَبا
- كان وما زال بأنفاسه
- ينفُث كالجمر وقد ألهبا
- ما دأبه العجب ولكن كفى
- أنك قد كنت به معجَبا
- بكل غراءَ اذا أثنشِدت
- تلهي العطاش الهيم ان تشربا
- تزري على الشمس اذا اشرقت
- وتغرُب الشمس ولن تغربا
- من أين سارت وجدت قائلاً
- أهلاً وسهلاً مرحبا مرحبا
- ايةٍ بلادي هل يَقيك الأذى
- أني انتضيت المقول المِقْضبا
- تعيا القوافي ان تصُدَّ الجوى
- يغلي ، ويعيا الدمعُ ان ينضُبا
- شيئانِ ما مثلهما لذةً
- في السمع ذكراك وذكرُ الصِّبا
- من فلَذٍ القلب وأنياطه
- حقٌ لتمثالكَ أن يُنصبا
المزيد...
العصور الأدبيه