الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> ضحايا الأنتداب >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- سل الأخوين معتنقين غابا
- لأيةِ غايةٍ طَويَا الشبابا
- وعن أي المبادئِ ضيَّعوهُ
- دماً لم يألُهِ الناسُ اطِّلابا
- أللاؤطان وهي تَعِجُّ شكوى
- كعهدهما وتصطخبُ اصطخابا
- ولو كَدَمَيهما سالت دماء
- محرَّمة لما رأت انقلابا
- على الأخوين معتنقين صفا
- كما صفَّفتَ أعواداً رِطابا
- عَتَبتُ وغاية في الظلم أني
- أحمِّلُ فوق ما لقيا عتابا
- أدالَ الله من بيتٍ مُشادٍ
- على بيتٍ يخلِّفهُ خرابا
- ولاَ هنأتَ بما لَقِيت أناسٌ
- على قبريكما رَفَعوا القِبابا
- مشى نعش يجرُّ وراه نعشاً
- سحابٌ مُقلع قَفّى سحابا
- وناحتْ خلفه أشباحُ حزنٍ
- يُخفِّي نطقُها الالمَ اكتئابا
- بعين الله منتظرينَ أوباً
- بما يُبكي الصخورَ الصمَّ آبا
- دم الاخوين في الكفنين يغلي
- خطاب لو وَعىَ قومٌ خطابا
- سيعلمُ من يخال الجَوَّ صفواً
- بانَّ الجْوَّ مملوء ضبابا
- ومن ظن المجالسَ عامراتٍ
- بمدح أنها شُحِنَتْ سِبابا
- ويعرفُ من أراد صميمَ شعبي
- رَميِّاً أيَّ شاكلةٍ أصابا
- ويُدرِكَ أينَ صفوُ الماء عنه
- وريِّقُهُ إذا وَرَدَ اللصابا
- ولو عَرَفت بلادي ما أرادَت
- بها النُواب لم ترد انتخابا
- فلا وأبيكَ ما ونَتَ الليالي
- تُديف لموطني سُمّاً وصابا
- حَدَدْنَ لقلبه ظُفراً فلما
- وَجَدْنَ بقيةً أَنشبْنَ نابا
- فيالكَ موطناً واليأسُ يمشي
- فلو رام الرَجا حُلُماً لخَابا
- أرادَ الرأسَ لم يحصلْ عليه
- مكابرةً ولا لزمَ الذُنابي
- لمن وإلى مَ مِن ألمٍ يُنادي
- كَفاَه مذَّلةً أن لا يجابا
- وهل طرَقتْ يمينُ الحق بابا
- ولم تسدد شِمال الظلمِ بابا
- فواأسفاً لمطّلبٍ طلابا
- يخال الموتَ اقربَ منه قابا
- وقد اتخذوا لحومَ بنيهِ زاداً
- وقد لبِسوا جلوَدهُمُ ثيابا
- رضُوا من صُبحِهم فجراً كِذاباً
- ومن أنوار شمسهِمُ اللعابا
- وقرَّت للأذى منهم صُدورٌ
- فسَمَّوهُنَ افئدةً رِحابا
- ووقر من أتاحَ العابَ فيهم
- وقالوا إنهم يأبَون عابا
- لقد طاف الخيالُ عليَّ طيفاً
- رأيتُ به الحمامةَ والغُرابا
- فكان العدلُ ممتلئاً سَقاماً
- وكان الظلمُ ممتلئاً شبابا
- فيا وطني من النكبات فَأمَنْ
- فقد وَفََّّتكَ حظَّك والنصابا
- وان خَشُنَتْ عليك مكاشفاتٌ
- فحسبُك أن تُجامَلَ أو تحابَى
- وان طُوِيت على دَغَلٍ قلوبٌ
- فقد أُعطِيتَ ألسنةً رطابا
المزيد...
العصور الأدبيه