الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> سجين قبرص >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- هي الحياة بحلاءٍ وإمراءٍ
- تمضي شعاعاً كزَند القادح الواري
- سجيَةُ الدهر والبلوى سجيتُه
- تَقَلُّبٌ بين إقبال وإدبار
- لم يدر من أحسنوا صُنْعاً لغيرِهُمْ
- بأنَّ عقباهُمُ عُقْبىَ سِنِمّار
- ود الاباة وقد سيموا مناقصةً
- في الرُوح لو أبدلوهم نقصَ أعمار
- مَن ضامِنٌ لك والايامُ غادرةٌ
- أن ليس ينشُب فيك السَهم يا باري
- ما للتمدُّن لا ينفكُّ ذا بِدَعٍ
- في الكون يأنَفُ منها وحشهُ الضاري
- كم ذا يُسمُّون أحراراً وقد شَهِدَت
- فِعالهم أنها من غير أحرار
- ما للجزيرة لم تأنسْ مرابعُها
- بعدَ " الحُسينِ " ولم تحفِلْ بسُمّار
- مُغبرَّةً خلَّفَ الليل السوادُ بها
- أو جلَّلتْها سماءُ الهمِّ بالقار
- لِمْ لا تشَبُّبها نرٌ أكلُّهم
- ألهاهُمُ الحزنُ حتى موقدو النار
- يا مهبطَ الوحي للتاريخ معجزةٌ
- سَلي تحدِّثْكِ عنها فُوهةُ الغار
- لله عندَكَ بيت سوف يكلؤهُ
- من أن يُباح لأشرار وكُفّار
- تلك السُنونَ بآثارٍ مضت واتت
- هذي السنونَ تُبَغْي محوَ آثار
- أما بنوكَ فهم جيرانُ ربِهُمُ خيرُ من يَحمي حِمى الجار
- دارٌ بدَّيارها من طارق حُفِظَت
- وطالما حُفِظَت دار بدّيار
- شيخ الجزيرة أنت اليوم مُرتَهَنٌ
- بحسنِ فِعلك من صِدقٍ وإيثار
- لتحمدَنَّ من الدنيا عواقبَها
- فقد أرَينَكَ عُقبى هذه الدار
- خُودعت عنها وليستْ لو علمتَ سِوى
- مراسحٍ همُّها تمثيلُ أدوار
- تغشىَ العيونَ بتدليس محاسنُها
- وتستكنُّ المساوي خلف أستار
- يا حاملين على الأمواج عزمتَه
- قابلتُمُ البحرَ تيّاراً بتيّار
- هل بلَّغتْ قبرصٌ عن ضَيف بُقعتِها
- بأنَّه أيُّ نَفّاعٍ وَضرّار
- كمثل ثائرٍ ذاك الموج ثورتَه
- يوم استشاط وهاجَتْ سورة الثار
- يامن يُجِلُّ شعارَ الدين مستمعاً
- لله آياتُ إجلالٍ وإكبار
- حتى على البحر للتكبير ماذنةٌ
- تقامُ كلَّ عشيات وأبكار
- ألله أكبر ردَّدها فان بها
- خواطراً ورموزاً ذات أسرار
- مما يعيد إلى التاريخ روعتَه
- تخليدهُ ملكاً في زيّ أحبار
- من سِّيئاتِ ليالٍ جلَّ ما صنَعَت
- سوءاً بليةُ وفّاء بغدّار
- يا ناهضاً بأباةِ الضيم منتفضاً
- عن أن يَمُدَّ يداً للذُل والعار
- في ذمة الله والتاريخ ما تَرَكَت
- ايامُك الغُرُّ من محسود آثار
- إن لم يقيموا لك الذكرى مخلدَّةً
- فحسنُ فعلك فينا خيرُ تَذكار
- لو تبتغي بغنى عن عزةٍ بدلا
- لكنتَ ذا نَشَبٍ جَمٍ وإكثار
- نهضاً بني العَرَب العَرْباء أنكُمُ
- فرأئسٌ بين أنياب وأظفار
- أرقدةً وهوانا أن بعضَهما
- مما يَفُتُّ بأصفادٍ وأحجار
المزيد...
العصور الأدبيه