الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> ذكرى دمشق الجميلة >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- كؤوسُ الدمعِ مُتْرَعةٌ دِهاقُ
- وللحزنِ اصطباحٌ واغتباقُ
- مضى " فرْعَوْنُ " لم تَفقِدْهُ مصرٌ
- ولا " هارونُ " حنَّ له العراق
- أُديف " الرافدان " فلن يرادا
- ولا " بردى" من البلوى يُذاق
- وكيف يَلَذُّ للوُرّادِ ماءٌ
- عليهِ من بنيهِ دمٌ يُراق
- ثباتاً يا دِمَشقُ على الرزايا
- وتوطيناً وإن ضاق الخناق
- وفوزاً بالسِّباق وليس أمراً
- غريباً أن يكونَ لكِ السباق
- دمشقُ وأنتِ غانيةٌ عروسٌ
- أمشتبك الحرابِ لكِ الصََّداق؟
- أذنباً تحسبون على البرايا
- إذا ما ضويقوا يوماً فضاقوا
- بعين اللهِ ما لقيتْ شعوب
- لحد السيف مكرهةً تُساق
- عجافاً أُطلقت ترعى ولكن
- معاهدة القويّ لها وَثاق
- وعيقَتْ مُذْ بَغَتْ حقاً مضاعا
- وساموها الدمار فلمْ يُعاقوا
- ذروا هذي الشعوبَ وما اشتهته
- مذاقُهُمُ لهمُ ولكم مذاق
- تحررتِ البلادُ سوى بلادٍ
- ذُيولٍ شانهن الالتحاق
- أبابُ الله يُفتح للبرايا
- وعن هذي البلاد به انغلاق
- وكيف تسير مطلقةً بلادٌ
- عليها من احابيلٍ نطاق
- فيا وطني ومن ذكراك روحي
- إذا ما الروحُ أحرجها السياق
- أُشاق إلى رُباكَ وأيُّ حرٍّ
- أقَلَّتهُ رُباك ولا يُشاق
- ويا جوَّ العراقِ وكنت قبلاً
- مداواةُ المراض بك انتشاق
- لقد خَبُثَتْ الأنفاسُ حتى
- لروحي منك بالروح اختناق
- على " مدنية " زهرت وفاقا
- سلامٌ كلما ذُكرَ الوفاق
- تولى أسّها الباني اعتناء
- وشيد ذِكْرَها الحَسَنَ اتفاق
- أُشاق لها اذا عنَّت خيامٌ
- وأذكرها اذا حنَّت نِياق
- تغشتها النزاهةُ لم تَشُبْها
- أساليبٌ كِذابٌ واختلاق
- كما شيّدتُمُ شِدْنا وزِدنا
- ولكن ما لقينا لم تلاقوا
- وما سِيانِ بالرفق امتلاكٌ
- لمملكة وبالسيف امتشاق
- سلوا التاريخَ عن شمس أُديلت
- وعن قمر تَعاوَرَهُ المحاق
- هل الأيامُ غيّرتِ السجايا
- وهل خَشُنَتْ طباعُهُمُ الرِقاق
- وهل إفريقيا شهِدت سَراةً
- بها كالعرب مذ عُبِرَ الزُّقاق
- غداةَ البحر تملِكه سفينٌ
- لنا والبر تحرُسُهُ عتاق
- و " طارقُ " ملؤُهُ نارٌ تَلَظَّى
- وحشوُ دروعِه سمٌّ ذُعاق
- بأنْدَلُسٍ لنا عرشٌ وتاجٌ
- هوى بهما التخاذلُ والنفاق
- هما شيئان ما اجتمعا لشعبٍ
- فاما الملكُ فيهِ أو الشقاق
- أولئك مَعشرٌ سَكرِوا زماناً
- وناحُوا ملكَهُم لما أفاقوا
- فانْ كُتِبَ الفراقُ لنا فصبراً
- على كل الورى كُتِبَ الفراق
- لنا شوق إذا ذكروا رباها
- وإنْ نُذكَرْ لها فلها اشتياق
- يُطاق تقلبُ الأيام فينا
- وأما أنْ نَذلَّ فلا يُطاق
المزيد...
العصور الأدبيه