الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> دمعَة على صديق >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- حَمَلَتْ إليك رسالةَ المفجوعِ
- عينٌ مرقرقةٌ بفيضِ دموعي
- لاتبخَسوا قَدْرَ الدموع فانها
- دفعُ الهموم تَفيضُ من يَنْبوع
- للنفس حالاتٌ يَلَذُّ لها الأسى
- وترى البكاءَ كواجبٍ مشروع
- وأمضَّها فقدُ الشبابِ مضرَّجاً
- بدمائه من كفِ غير قريع
- أأبا فلاحٍ هل سمعتَ مَنَاحَةً
- وَصَلَتْ إلى أسماعِ كلِّ سميع
- قد كنتَ في مندوحةٍ عن مثلِها
- لولا قضاءٌ ليس بالمدفوع
- أبكيكَ للطبعِ الرقيقِ وللحِجىَ
- أبكي لحبلِ شبابِكَ المقطوع
- أبكيك لستُ أخْصُّ خلقاً واحداً
- لكنما أبكي على المجموع
- جَزَعاً شقيقيه فهذا موقفٌ
- يَشْقَى به من لم يكنْ بجَزوع
- أن التجلُّدَ في المصاب تطبُّعٌ
- والحزنُ شيءٌ في النفوس طبيعي
- وإذا صدقتُ فانَّ عينَ أبيكما
- قد خَبَّرَتْ عن قلبِه الصدوع
- شيخوخةٌ ما كان أحوجَها إلى
- شملٍ تُسَرُّ بقربِهِ مجموع
- وبحَسْبِ " أحمدَ " لوعة "أنَّ ابنهُ "
- " لبس الغروبَ ولم يَعُدْ لطلوع"
- لو تأذنون سألتُهُ عن خاطرٍ
- مُبْكٍ يَهُزُّ فؤادَ كلِّ مَروع
- أعرفْتَ في ساعاتِ عُمْركَ موقِفاً
- بَعَثَ الشُّجونَ كساعةِ التوديع؟
- إني رأيت القولَ غيرَ مرَّفهٍ
- لكن رأيتُ الصمتَ غيرَ بديع
- فأتتك تُعْرِبُ عن كوامنِ لوعتي
- مقطوعةٌ هي آهةُ الموجوع
المزيد...
العصور الأدبيه