الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> تحية الوزير >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- حيِّ الوزيرَ وحيّ العلمَ والأدبا
- وحيِّ من أنصف التأريخَ والكتبا
- وحيِّها ضربةً للجهل قاضيةً
- مجالسُ العلمِ قد عجّت لها طربا
- وحيّه ساخطاً هاجت حميَّتُهُ
- وحيِّهِ ناهضاً غَيرانَ ملتهبا
- أُريد منه الذي لم يهوَهُ فنبا
- وسِيمَ ما لم يُطقْ وجدانهُ فأبى
- لولاك أعدى بُراءاً داءُ دعوتِهم
- وربّ عضةِ كلبٍ أورثت كَلَبا
- لم يحفظوا لأماني الشعب حرمَتَها
- من أجل أن يبلُغوا من مطمعٍ أرَبا
- يا صاحب الهمّةِ الشماء حسبُكَهُ
- يوماً رَعَيْتَ به الأجدادَ والنسبا
- أللهُ يجزيك والآباء مأثرةً
- في اللهِ صُنتَ بها آباءَك النُجبا
- ما زلت " حباً بما شيدت في رجب "
- من فوق كل شهوري رافعاً رجبا
- بصّرت بعدك من ياتي بواجبه
- نحو البلاد كما أخجلتَ مَنْ ذهبا
- لو كان للشعبِ رأي في مصائرِه
- حقاً اقام لك التمثالَ والنُصُبا
- هم حاولوها لأغراض مُذمَّمَةٍ
- حتى إذا سُعِّرَتْ كانوا لها حطبا
- جزاء ما قد أظلته البلادُ وما
- أضفت عليهم به أثوابَها القُشُبا
- عارٌ على صفحة التاريخ قيلتُه
- ولطخةٌ في جبين المجدِ ما كتبا
- حسب " الحسين " الذي لاقاه مغتربا
- من الشآم وما لاقاه محتربا
- هذا نتاجُ شعورٍ جاش جائِشُهُ
- راعوا عواطف هذا الشعب ياغُرَبا
- أما العراقُ فقد غصت " مطاعِمُهُ "
- فاستطعموا بعده بيروتَ أوحلبا
- ضاقت بما لَقيِتْ منهم مواطِنُهُمْ
- لكنّما موطني من ذلةٍ رَحُبا
- وقيعة بين شعب هادئ وجدوا
- كفواً لها ساقطَ الأخلاق فانتدبا
- ما كان يعلم لما أن أهاب به
- شيطانُه أنْ يَجُرَّ الويلَ والحربا
- حتى إذا صَوَّحَتْ آمالهُ ورأى
- أن الأماني التي غرّته عُدْنَ هبا
- عضَّ النواجذَ من غيظٍ فما نفعت
- شيئاً ، وأهْوِنْ به من واجد غضبا
- كسرتَ من شوكة الطاغوتِ ما عسرت
- ورُضْت من خُلُقِ الجْبّارِ ما صُعبا
- لا رحمة لغَويٍّ في الضلال هوى
- ولا لعاً لِمُجِدٍّ في الشقاق كبا
- مشى يظنُّك كالماضين ذا خَوَرٍ
- حتى إذا ما رأى ما لم يرَ انسحبا
- هيهاتَ في أيّ مرعى شائكٍ سفها
- رعى ومن أيِّ كاسٍ عَلْقَمٍ شَرِبا
المزيد...
العصور الأدبيه