قصائدمحمد مهدي الجواهري



اليأس المنشود...
محمد مهدي الجواهري



  • رُدُّوا إلى اليأسِ ما لم يَتَّسع طَمَعا

  • شَرٌّ من الشرِّ خوفٌ منه ان يقَعا

  • شَرٌّ من الأمَلِ المكذوبِ بارقُه

  • ان تحمِلَ الهمَّ والتأميلَ والهَلَعَا

  • قالوا " غدٌ " فَوَجَدتُ اليَومَ يفضُلُه

  • و " الصبر " قالوا : وكان الشَهمُ من جَزعاً

  • ولم اجدْ كمَجالِ الصَبرِ من وَطَنٍ

  • يَرتادُه الجُبْنُ مصطافاً ومُرتْبَعَا

  • وأنَّ من حَسَناتِ اليأس أنَّ له

  • حَدّاً ، اذا كَلَّ حَدُّ غيرهُ قطَعَا

  • وأنَّه مُصحِرُ الارجاءِ لا كَنَفاً

  • لمن يَلَصُّ ولا ظِلاً لمنْ رَتعا

  • وَجَدْتُ أقتَلَ ما عانَت مصايُرنا

  • وما التَوَى الشَيبُ منه والشَبابُ معا

  • أنَّا رَكِبِنا إلى غاياتِنا أمَلاً

  • رَخواً إذا ما شدَدْنا حَبلهُ انقطعا

  • نسومُه الخَسْف ان يَطوي مراحلَنا

  • وإن تشَكَّى الحَفَا ، والأينَ ، والضلعا

  • هذا هو الأمَلُ المزعومُ فاقتَرِعُوا

  • واليأسُ أجدَرُ لو انصَفْتَ مُقتَرعا

  • اليأسُ أطعَمَ بالأشْلاءِ مِقصَلةً

  • عَدْلاً وطوَّحَ " بالبستيل " فاقتَلَعا

  • وطارقٌ منه اعطَى النصرَ كوكَبُه

  • نَزْراً وعَدَّى إلى الاسبانِ فانَدفَعَا

  • يا نادِبينَ " فِلَسطينا "وعِندَهُمُ

  • عِلْمٌ بانَّ القضاءَ الحتمَ قد وَقعا

  • كم ذا تُلحُّون ان تَستَوقِدوا قَبَساً

  • من الرَمادِ ومِمَّن ماتَ مُرتَجَعا

  • كَفَى بما فاتَ مما سميت " املا "

  • من " الحُلول " التي كيلتْ لكُم خُدعا

  • جيلٌ تَصَرَّمَ مذ أبْدَى نَواجذَه

  • وعدٌّ لبلفورَ في تهويدِها قَطعا

  • نَمَا وشَيبَّ بأيدي القَوم مُحتَضنَاً

  • ومن ثُدِيِّ النتاج المَحضِ مُرتَضعا

  • والساهرونَ عليه كلُّ " منتخَبٍ "

  • يبني ويهدِمُ ، إن اعطى وان مَنعا

  • تهوِي " العروشُ " على أقدامهم ضَرَعا

  • وتحتمي ساسةُ الدنيا بهم فَزَعا

  • وعندَنا ساسةٌ سؤنا لَهُم تَبَعاً

  • ذُلاً ، وساؤوا لنا في الهدي مُتَّبعا

  • من كل مُرتَخَصٍ إن عبَّسَت كُرَبٌ

  • او كشَّرَ الخطبُ عن شدقيهِ فاتَّسَعا

  • ردَّ المصيبةَ بالمنديلِ مفتخراً

  • مثلَ الصبايا – بانَّ الجفن قد دَمعا

  • او عابث ٍ من فِلَسطينٍ ومحنتِها

  • ألفى مَعيناً ، فالقى الدَلوَ وانتزَعا

  • او سارقٍ لا لقَعر السِجنِ مَرجِعهُ

  • لكنْ إلى الجاهِ وَثّاباً ومُرْتفِعا

  • شَدُّوا بذيل غُرابٍ امَّةً ظُلِمَت

  • تطيرُ ان طارَ او تَهوي إذا وقَعَا

  • وَخوَّفوها بـ " دُبٍ " سوف ياكلُها

  • في حين " تسعون عاما " تألفُ السَبُعا

  • وضيَّقوا أفقَ الدنيا باعينِها

  • مما استجدُّوه مِن بغيٍ . وما ابتُدعا

  • و اودَعوا لغلاظٍ من " زَبانيةٍ "

  • حَمْقى حراسة قِرطاسٍ لهم وُضِعا

  • وذاك معناهُ أنْ بيعوا كرامَتكُم

  • بيعَ العبيد بتشريعٍ لكم شُرِعا

  • يا نادبينَ فلسطيناً صدعتُكُمُ

  • بالقول لا مُنكَراً فَضْلاً لكم صَدعا

  • ولا جَحوداً بان الليلَ يُعقبه

  • فَجرٌ تفجَّّرُ كمه الشمس مُطَّلَعا

  • ولست أنكِرُ أن قد قارَبَتْ فُرَصٌ

  • واوشكت مثقلاتُ الدَهر ان تَضَعا

  • لكن وَجْدتُ القوافي تَشْتَكي عَنتاً

  • والمنبرَ الحُرَّ يشكو فَرطَ ما افترعا

  • إن تحمَدوا او تذُمُّوا أنَّ شافعتي

  • أنّي رأيتُ ، وما راءٍ كمَن سَمِعا

  • مررت بالقوم " شُذّاذاً " فما وقعت

  • عيني على مُستمنٍّ غيره ضَرعا

  • ولا بمُلْقىً واهليه بقارعةٍ

  • ولا بحاملة في الكُور مَن رضَعا

  • ولا بمن يحرِس " الناطورُ " ارجلَهُم "

  • مهروءة سَهَّلت للكلب منتزَعا

  • وعندنا " سِلعةٌ " تُصفي البنينَ لنا

  • نُغلي – ونُرخصها – في الأزمة السِلعا

  • وجدتُها عندَهم زهواً منورةً

  • البيتَ ، والبحرَ ، والاسواقَ والبِيَعا

  • بينا تُراقص بالانغام صاحبَها

  • اذا بها تُوسِع ( الالغامَ ) مُزدَرَعا

  • ونحن ما نحن قطعانٌ بمَذْأبَةٍ

  • تساقَطت في يدَي رُعيانِها قِطَعا

  • في كل يومٍ " زعيمٌ " لم نجدْ خَبَراً

  • عنه ، ولم ندر كيف اختيرَ واختُرِعا

  • اعطاهموا ربُّهم فيما اعدَّ لهُم

  • من الولائم صَفّوا فوقَها المُتَعا

  • كأسَينِ ، كاساً لهم بالشُهد منزعةً

  • وللجماهير كأساً سَمُّها نَقَعا

  • قتالةً خوف ان لا تُستَساغَ لهم

  • اوصاهُمُ ان يُسَّقَوهم بها جُرَعا

  • وان يَصُبّوا عليها من وُعودِهُمُ

  • كالشِعر مكتمِلا – سهلاً ومُمتنِعا

  • من ذا يرُدُّ لنا التاريخَ ممتلِئاً

  • عِزاً وإن لم نُرِدْ ردّاً ومرتَجَعا

  • كانوا يذمُّون ( ربّاً ) بالعصا قُرِعا

  • ويغضَبون لأنفٍ منهم جُدِعا

  • ويبعثَون قِتالاً أنَّ " قُبَّرةً "

  • ضيمَت وأن " بَسوساً " ذيلُها قُطِعا

  • وكانَ من فتْحِ عمّوريةٍ مَنَعت

  • حُماتَها حَوَّمَ العقبان أنْ تَقَعا

  • نداءُ صارخةٍ بالرومِ " معتصِماً "

  • لم يألُ ان ادركَتْها ( بُلْقُه ) سَرعَا

  • حميَّةٌ لو اخذناها ملطَّفةً

  • بالعلم طابَت لنا رِدءاً ومُدَّرَعا



أعمال أخرى محمد مهدي الجواهري



المزيد...

العصور الأدبيه



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط