الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> المجلس المفجوع >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- يبكي عليكَ وكلُّهُ أوصابُ
- شَعبٌ يمثِّلُ حزنَه النُواب
- غطَّت على سُود الليالي ليلةٌ
- وعلى المصائبِ كلِّهِنَّ مُصاب
- المجلِسُ المفجوعُ رُوِّع أهلُهُ
- وبكتْكَ أروقةٌ له وقِباب
- قد جلَّلتْه وجلَّلتهُمْ رَهبةٌ
- فهل البلادُ يسودُها إِرهاب
- كادت تحِنُّ لفقدِ وجهِك ساحةٌ
- فيه ويُسألُ عن دخولِك باب
- عبءٌ على الأوطانِ ذكرى ليلةٍ
- عن مثلِ مَصرع " مُحسنٍ " تَنجاب
- عن مصرعٍ في المجلِسَين لأجلهِ
- وهما البلادُ بأسرِها إِضراب
- بالدمع يَسألُ عن غيابك سائلٌ
- في المجلسَين وبالدموعِ يُجاب
- هذي الثمانونَ التي هي جُلُ ما ارتضَتِ
- البلادُ وضمَّتِ الاحزاب
- مُتجلببونَ سكِينةً وكآبة
- ومن السواد عليهم جِلباب
- متشنجون يخالَهم من راءهُم
- للحزن – أنَهمُ عليه غِضاب
- ناجي لسانَ النثر قمْ واخطُب بهم
- وأعِنْ لسان الشعر يا ميرابو
- هَدِّأْْ بنطقِك رَوعَهم قد أوشكت
- للحُزنِ ان تتمزقَ الأعصاب
- ولقد أقولُ لرافعين أصابعاً
- ليست تُحِسُّ كأنَّها أحطاب
- رهنَ الاشارة تختفي أو تعتَلي
- وينالُ منها السَلْبُ والإيجاب
- ماذا نَوَيتمْ سادتي : هل أنتُمُ
- بعد الرئيس – كعهده – أخشاب
- هل تنهضونَ إذا استُثيرتْ نخوةٌ
- أو تجمُدون كأنكم انصاب
- هل أنتُمُ – ان جدَّ أمرٌ ينبغي
- توحيدَ شملِكُمُ به – أحزاب
- يا أيها " النوابُ " حسبُكُمُ عُلا
- قولي لكم يا أيها " النواب "
- روحُ الرئيس ترفٌ فوقَ رؤسِكم
- ارَعوا لها ما تقتضي الآداب
- سترى حضوراً غائبينَ بفكرهم
- سترى الذين بلا أعتذارٍ غابوا
- سترى الذين له أساءوا تُهمة
- وإلى البلاد جميِعها ، هل تابوا
- سيقولُ ان خَبُثَت نواياً منكُمُ
- اخشَوا رفاقي أنْ يحِلَّ عذاب
- لتكنْ محاكمةُ الخصومِِ بريئةً
- في قاعِكم وليحسُنِ استجواب
- تأبى المروءةُ ان يُقدَّسَ خائنٌ
- أو أن يطولَ على البريءِ حساب
- من أجل أن ترعَوا مبادئَ " مُحسنٍ "
- لتَكنْ أمامَكُمُ له أثواب
- متضرّجاتٌ بالدماء زكيةٌ
- فيهنَّ للجرحِ البليغِ خطاب
- فيهنَّ من تلك " الرَّصاصة " فَتحْةٌ
- هي للتفادِي ان وَعَيتُمْ باب
- ليكُنْ أمامَكُمُ كتابٌ صارخٌ
- فيه ثوابٌ يُرتَجى وعِقاب
- فيه الوصيةُ : سوف َتحنوا رأسَها
- عَجَباً بها الأجيالُ والأحقاب
- أوحى " الزعيمُ " إلى الجزيرةِ كلَّها
- أنْ ليسَ يُدركُ بالكلام طِلاب
- يا هذهِ الأممُ الضِعافُ تَروّ ياً
- لا تنهضي صُعُداً وأنت زِغاب
- لا تقطعي سبباً ولا تتهَّوري
- نزقاً إذا لم تكمُلِ الأسباب
- لا تقرَبي ظُفرَ القويِّ ونابَه
- ان لم يكنْ ظُفْرٌ لديك وناب
- وإذا عتبتِ على القويِ فلا يكنْ
- إلا بأطرافِ الحرابِ عتاب
- فاذا تركَتِ له الخيارَ فانه
- أشهى إليه أن يكونَ خراب
- هذا القصيدُ " أبا عليٍ " كلُّه
- حزنٌ وكل سطوره أوصاب
- ثق أنَّ أبياتي لسانُ عواطفي
- ثقْ أنَّ قلبي بينَهن مُذاب
- الحزن يملؤُها أسىً ومهابةً
- ويُمدُّها بالروح منه شباب
- منسابةً لطفاً وبين سطورها
- حزناً عليك مدامعي تنساب
- ماذا عسى تََقوىَ على تمثيله
- بمصابِك الشعراءُ والكتاب
- ضُمّوا القلوبَ إلى القلوبِ دوامياً
- ستكونُ أحسنَ ما يكونُ كتاب
المزيد...
العصور الأدبيه