الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> الشباب المر >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- طوت الخطوبُ من الشباب صحيفةً
- لم ألقَ منها ما يُعِز فراقها
- ومسهدٍ راع الظلامَ بخاطر
- لو كان بالجوزاء حَلّ نطاقها
- ترنو له زُهرُ النجوم وإنها
- لو انصفته لسَوّدتْ احداقها
- أفدي الضُّلوع الخافقات يروعني
- أن الرقاد مسكِّن خفاقها
- وأنا الموآخذ في شظايا مهجة
- حَمّلْت مالا تستطيع ، رقاقها
- ضمنت لي العيش المهنأ لوعة
- أَخذت على شُهْب السما آفاقها
- يشتاق إن يردَ اللواذع منهلا
- صبٌ ولولا لذةٌ ما اشتاقها
- هزجٌ اذا ما الوُرق نُحن لانني
- خالفت في حب الأسى أذواقها
- كم نفثةٍ لي قَنَّعتْ وجه الدجى
- هماً وأوحت للسُها إخفاقها
- ومهونٍ وجدي عَدَتْهُ لواعجٌ
- اخرسن ناطقَ عذله لو ذاقها
- ما في يديْ هي مهجةٌ وهفا بها
- داءٌ ألّح ، وَعبرةٌ وأراقها
- يا مهبِطَ الرسل الدعاة إلى الهدى
- عليا بنيك عن العلى ما عاقها
- زحفت بمدرجة الخُطوب ففاتها
- شأو المُجِدِّ من الشعوب وفاقها
- لحقت فلسطينٌ بأندلسٍ اسىً
- والشامُ ساوت مصرَها وعراقها
- مهضومةٌ من ذا يرد حقوقها
- وأسيرةٌ من ذا يفُك وَثاقها
- يسمو القويُّ وذاك حكم لم يدع
- حتى الغصونَ فشذَّبت أوراقها
- نقضت مواثيقَ الشُّعوب ممالكٌ
- باسم العدالة أبرمت إرهاقها
- لم تُنْصفوا الأمم الضِعافَ ، ورَدَتُمُ
- عذْب الحياة وأُرِدت غَسْاقها
- ان الذي قسم الورى جعل الحبا
- نصفاً وقسَّم بينهم أرزاقها
- هُبي ليوثَ المشرقينِ وجددي
- منها الحياة وقوِّمي أخلاقها
- صبحٌ من الآمال أشرق إن يكنْ
- حقاً فشمسكَ عاودت إشراقَها
- أسمعت تَهْدار الأُسود مهاجة
- تحمي العرينَ وهل رأيت وفاقها
- تلك الشُّعوب المستكينة . من جلا
- عنها القذى ؟ من حثَّها ؟ من ساقها ؟
- ولقد علمت بان ذاك لغاية
- تسمو بها إذ أكثرت إطراقها
- لك في محاني " الدردنيل " معاصم
- آلت تمد على رُباك رِواقها
- حلَفت بمجد الشرق لا خانت له
- عهداً، فأحكمَ حِلفُها ميثاقها
المزيد...
العصور الأدبيه