الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> الشاعرية بين البؤس والنعيم .. >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- جَهِلْتُ ، أحظُّ المرءِ بالسعي يُقْتَنَى
- أم الحظُّ سرٌّ حَجَّبتْهُ المقادرُ
- وهل مثلَما قالوا جدودٌ نواهضٌ
- تقوم بأهليها وأخرى عواثر
- فمن عجب أن يُمْنَحَ الرزقَ وادعٌ
- ويُمْنَعَهُ ثَبْتُ الجَنانِ مُغامر
- تفكّرتُ في هذي الحياةَ فراعنى
- من الناسِ وحشٌ في التزاحُمِ كاسر
- ولا فرقَ إلاّ أنَّ هذا مراوغٌ
- كثيرُ مُداجاهٍ وهذا مجاهر
- وقد ظنَّ قومٌ أنَّ في الشِعر حاجةً
- إلى فاقةٍ تهتزُّ منها المشاعر
- وأنَّ نَتاجَ الرفهِ أعْجَفُ خاملٌ
- وأنَّ نَتاجَ البُؤسِ ريّانُ زاهر
- كأنَّ شعوراً بالحياة وعيشة
- بها يشتهى طَعْمَ الحياةِ ضرائر
- وما إن يُرى فكرٌ كهذا مُزَيَّفٌ
- لدى أمّةٍ للفنِّ فيها مناصر
- ولا أمةٌ تحيا حياةً رفيهةً
- يَجيشُ بها فيما يُصوّرُ شاعر
- ولكنّهُ في أمّةٍ مستكينةٍ
- طغى الذُّلُّ فيها فهو ناهٍ وآمر
- وآنسها بؤسُ الأديبِ وأُعْجِبَتْ
- بِشِعرٍ عليه مهجةٌ تتناثر
- وللحزنِ هزّاتٌ وللأُنْسِ مِثْلُها
- يُخالِفُ بعضٌ بَعْضَها ويُناصر
- ومثلُ قصيدٍ جسَّدَ الحزنَ رائعاً
- قصيدٌ بتجسيدِ المسراتِ زاخر
- نُسَرُّ بشِعرٍ رقرق الدمعُ فوقَه
- إذا عَصَرَ الذهنَ المفكّرَ عاصر
- وقد فاتنا أنّ الذي نستلذُّهُ
- قلوبٌ رقاقٌ ذُوِّبَتْ ومرائر
- وما أحوجَ القلبَ الذكيَّ لعيشةٍ
- يَعِنُّ بها فِكْرٌ ويَسْبَحُ خاطر
- ورُبَّ خصيبِ الذهنَ مَضَّتْ خَصاصةٌ
- به فهو مقتولُ المواهبِ خائر
- وشتّانَ فنّانٌ على الفنِّ عاكفٌ
- وآخرُ في دوّامِةِ العَيْشِ حائر
- وقد يطرق البؤسُ النعيمَ اعتراضة
- كما مَرّ مجتازاً غريبٌ مسافر
- ولكنّ بؤساً مُفْرِخاً حَطَّ ثِقْلَهُ
- وألقى عصاه فهو موتٌ مخامر
المزيد...
العصور الأدبيه