الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> الزهَاوي.. >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- على رغم أنف الموت ذكُرك خالدُ
- ترِنُّ بسَمع الدهر منكَ القصائدُ
- نُعيتَ إلى غُرّ القوافي فأعولَتْ
- عليك من الشعر الحسانُ الخرائد
- وللعلم فياضاً فماجَتْ مصادرٌ
- عُنيتَ بها بحثاً وجاشَتْ موارد
- وفلسفةٌ أطلعتَ في الشعر نُورَها
- هي اليومَ ثَكْلى عن جميلٍ تُناشد
- حَلفتُ يميناً لم تَشُبْها اختلاطةٌ
- وقلبي على دعوى لسانيَ شاهد
- لقد كنتَ فخراً للعراق وزينةً
- تُزانُ نواديه بها والمعاهد
- وكنت على خِصبِ العراقِّي شاهداً
- إذا أعوزتنا في التباهي شَواهد
- وكنت أرقَّ الناس طبعاً ونُكتةً
- وألطفَ من دارَتْ عليه المقاعد
- وأنت ابتعثتَ الشعرَ بعد خُموله
- نشيطاً . فخوضُ الشعر بعدك راكد
- ثوى اليومَ في هذي الحفيرة عالِمٌ
- باسرارها . لهه بالعقل ناشد
- أقامَ على العلم الصحيح اعتقادَه
- عَدوٌّ لا شباح الخُرافات طارد
- وكان نقياً فكرةً وعقيدةً
- عزيزاً عليه ان تَسِفَّ العقائد
- يؤكد أن الدينَ حُبٌّ ورحمةٌ
- وعدلٌ ، وأن اللهَ لا شكَ واحد
- وأن الذي قد سخَّر الدينَ طامعاً
- يتاجرُ باسم اللهِ ، للهِ جاحد
- ثوَى اليومَ في هذي الحفيرة شاعرٌ
- على الظلم محتجٌّ عن العدل ذائد
- وشيخوخةٍ مدّت على الكون ظلَّها
- تكافحُ عن آرائها وتجالِد
- أبا الشعرِ ، إنَّ الشعر هذا محلُّه
- فقد نصَّت الاسماعُ والجمع حاشِد
- وهذي جيوشُ العلم والشعر تبتغي
- لها قائداً فذاً فهل أنَت قائد؟
- فأين قصيدٌ قد نظَمتَ فريدَهُ
- وأينَ من الشعر البديعِ الفرائد
- وأين النكاتُ المؤنساتُ كأنها
- حدائقُ تُسقى بالندى وتعاوِد
- وأين العيونُ اللامعاتُ زكانةً
- رغائبُ تبدو تبدو فوقها ومقاصد
- جميل أعانَ الرافدينِ بثالثٍ
- من الشعر تَنميه بحورٌ رَوافد
- وكان حياةً للنفوس ورحمةً
- تُغاثُ بها هذي النفوسُ الهوامد
- تطاوعُه غُرُّ كأنها
- وصائفُ في زِيناتها وَولائد
- أقولُ لرهطِ الشعر يبغون باعثاً
- عليه . تُثير الشعرَ هذي النضائد
- هلمُّوا إلى قبر الزهاويِّ نقتنصْ
- به نَفَساً من روُحه ونُطارِد
- وإن خيالاً يملأُ الشعرَ رَهبةً
- سكونٌ على قبرِ الزهاويِّ سائد
- وحجُّوا إلى بيتٍ هو الفنُّ نفسُه
- أنارَتْ " فَنيسٌ " ساحَه و " عُطارد"
- فإن بيوتَ الشاعرين مناسكٌ
- وإن قبورَ النابغين معابد
- أبا الشعر والفكرُ المنبِّهُ أمةٌ
- عزيزٌ علينا أنكَ اليومَ راقد
- وأن الذي هزَّ القلوبَ هوامداً
- وحرَّكَها في التُرب ثاوٍ فهامد
- وأن فؤاداً شع نوراً وقوَّةً
- هو اليوم مسودُّ الجوانب بارد
- فهل أنت راضٍ عن حياة خبرتَها
- ممارسةً أمْ أنت غضبانُ حارِد؟
- أضاعوك حياً وابتغوك جنازةً
- وهذا الذي تأباه صِيدٌ أماجد
المزيد...
العصور الأدبيه