الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> الريف الضاحك >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- كلُّ أقطارِكِ يا " فارسُ " رِيفُ
- طابَ فصلاك : ربيعٌ وخريفٌ
- لا عرَتْ أرضُكِ من لطفٍ فقد
- ضَمِنَ الحسنَ لها جوٌ لطيف
- يا رِياضاً زهَرَتْ في فارسٍ
- شكرَتْكنَّ عُيونٌ وأُنوف
- مثلَّما للقلبِ من حرِّ الجوي
- رفَّةٌ للطيرِ فيكنَّ رفيف
- ألشيءٍ غيرَ أنْ نقطِفَه
- ثمراً غضّاً دنتْ منكِ القُطوف
- نزلتْ ضيفاً بها أرواحُنا
- فَقَرَتْها خيرَ ما تُقرى الضُّيوف
- مِن جمال خُط معناهُ على
- فارسٍ واختصَّتِ الأرضَ حروف
- وخيَالٍ تُطربُ النفسَ به
- هِزَّةُ الروضِ ويشجوها الحفيف
- صَنعةٌ للفرسِ في الوشيِ ولا
- مثلَ ما وشَّى بها الروضُ المفوف
- لذَّ مشتاها فأنسانا بما
- هزَّ منّا أنَّه لذَّ المصيف
- ما لأكنافِ الرُّبى مبيضَّةً
- أتُراها بُدِّلت منها الشُّفوف
- أمْ هو الشيبُ دَهاها عَجباً
- شيَّبت حتى الرُّبى هذى الصُّروف
- إنما جلَّلها الثلجُ الذي
- غُمِرتْ منه جبالٌ وكهوف
- فارِسٌ أينَ وأُلافُ الصِّبا
- أوَ هلْ يبقى على النأيِ أليف ؟
- أمن الناسِ تُرجِّي صفوةً
- عنكَ يا ناشدُ فالحيُّ خَلوف
- لا تعُدْ تسلُكُ فيها قفرةً
- فطريقُ الودِّ في الناسِ مَخوف
- كلُّ هذا وهو يومٌ واحدٌ
- كيف لو مرَّتْ مئاتٌ وألوف
- قد تَناوَمنْا على رغمِ الكرى
- لنراكمْ .. أفلا طيفٌ يطوف
- سِمةٌ للشوقِ كانتْ سبباً
- لسؤالِ الناسِ : مَنْ هذا النحيف؟
- لا تقولوا وَحدةٌ تُوحِشُه
- كيف يستوحشُ والشوقُ رديف
- أيها الحَضْرُ وفي أبياتكم
- أوجه تُفدى بما ضم النصيف
- لم يفتها ترف الظل ولا
- نال من أوراكها السير الوجيف
- حبذا حبُّكُمُ من معهدٍ
- كم نما فيه أديب وظريف
المزيد...
العصور الأدبيه