الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> الأدب الصارخ >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- ونَفسٍ لاقتِ الصدماتِ عزلى
- وكانت وهي شاكيةُ السلاحِ
- وقد كانتْ سباخاً فاستثيرت
- وفلَّ صميمَها وقعُ المساحي
- وأفراحٍ شحيحاتٍ أديفت
- بأتراحٍ جُبِلْنَ على السَّماح
- أأقرَبُ ما أكونُ إلى انقباض
- وأبعَدُ ما أكون عن انشراح
- وَشتَّان اقتراحات الليالي
- وما تَبغيه مني واقتراحي
- فليتَ حوادثأً ما رفَّهَتْ لي
- نطاقَ العيشِ لم تحصُصْ جناحي
- وليتَ مخابراً قَبُحَت دَهَتني
- مجرَّدةً عن الصُورِ القِباح
- إلى ألَمٍ وعن أَلَمٍ مسيري
- فما أدري غُدويَّ من رَواحي
- وما أختارُ ناحيةً لأنّي
- رَماني الدهرُ من كل النواحي
- وملء القلبِ إذ حبست لِساني
- ظروفٌ مغرماتٌ باجتياحي
- جراحٌ لم تَفِضْ ، فملئن قَيحاً
- وبعضُ الشر لو فاضت جِراحي
- رأيتُ معاشرَ الشعراء قبلي
- تعدُّ الخمر مَجلبةَ ارتياح
- وقد أُغرِقْتُ في الأحزان حتى
- سئمتُ مَنادمي وَذَممتُ راحي
- وما سكرانُ يقتحِمُ البلايا
- كمُقتحِمِ البليةِ وهو صاحي
- بعينِ الشعرِ والشعراءِ بيتٌ
- هَتَفْتُ به فطارَ مع الرياح
- يَهُبُّ مع الصَبا نَفسَاً رقيقاً
- ومؤتلقاً يطيرُ مع الصَباح
- له من وقعهِ نَسَبٌ صريح
- يمتُّ به إلى الماءِ القراح
- ولو في غيرِ أوطاني لجالتْ
- به نظم القلائد والوِشاح
- وقائلةٍ ترى الآدابَ سَفَّت
- وقد غطّى النُعابُ على الصُداح
- وما نفعُ السكوتِ وقد أُضيعتْ
- حقوقُ ذوي الجدارهِ بالصياح:
- تقدَّمْ للقوافي واقتَحِمْها
- فقد يُرجى التقدُّمُ بالكفاح
- أقول لها :دعي زَندي فاني
- أخافُ عليك بادرةَ اقتداحي
- وكلُّ حقيقةٍ ستَبينُ يوماً
- وكل تصنّعٍ فإِلى افتضاح
- وما بغدادُ والآدابُ إّلا
- كما انتفخت طبولٌ من رياح
- تُوفّي الحُرَّ من حقٍ مُضاعٍ
- ومن عِرضٍ تمزِّقُه مُباح
- ولما أنْ رأيتُ الشعرَ فيها
- أداةً للتشاحن والتلاحي
- أنرتُ ذُبالَ مسرجتي بكفي
- أفتشُ عن أديبٍ في الضواحي
- فكان هناك تحتَ ستارِ بُؤسٍ
- يجلِّله وفي ثوب اطراح
- أقول له : ألا وجهٌ حييٌ
- يقيكَ طوارقَ النّوَبِ الوِقاح؟
- أما في الحيِّ معترفٌ بفضلٍ
- يناشِد عن غدوِّكَ والرواح؟
- فقال وأرعشتْ شفتاهُ : دعني
- أقابلْ جِدَّ دهرِكَ بالمُزاح
- ومثلي ضحَّت الدنيا كِثاراً
- فهبني بعضَ هاتيك الأضاحي
المزيد...
العصور الأدبيه