الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> الأحاديث شجون >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- جَدِّدي ريحَ الصبَا عهد الصِبا
- وأعيدي فالأحاديثُ شُجونُ
- إن أباحتْ لكِ أربابُ الهَوى
- سِرَّه فالحكمُ عندي أن يصونوا
- جدِّدي عهدَ أمانيه التي
- قُرِنَ العيشُ بِها نِعمَ القرين
- يومَ كنّا والهوى غضٌّ وما
- فُتِحَتْ إلاّ على الطُهْر العُيون
- ما عَلِمنا كيفَ كُنّا ، وكذا
- دينُ اهلِ الحبِّ والحبُّ جُنون
- أشرقَ البدرُ على هذي الرُبى
- أفلا يُخسِفُه منكُمْ جَبين
- جَلَّ هذا الجِرمْ قدراً فلقد
- كادَ يهتزُّ له الصخرُ الرزين
- كل أوقاتيَ رهنٌ عندَه
- الدجُى . الفجرُ. الصبحُ المبين
- سَألونا كيف كنتم ْ ؟ إن مَنْ
- دأبُه ذكرُكمُ كيفِ يكون !
- هوَّن الحبَّ على اهل الهَوى
- أن تَركَ الحبِّ خطبٌ لا يهون
- ما لهُمْ فيه مُعينونَ وما
- لذَّةُ الحب إذا كان مُعين
- ميَّزَت ما بين أرباب الهوى
- ودَعاويهم : وجوٌ وجُفون
- وهواكُمْ لا نَقَضْنا عهَدكُمْ
- وَضمينٌ لكُمُ هذا اليمين
- ايفى النجمَ فيبقى ساهراً
- مُحيياً سودَ الليالي ونخون
- شَرَعٌ في الناس والدينُ وعودٌ
- عم فيها الخُلْفُ والوعدُ ديون
- أين من يُرضيكَ منه حاضِرٌ
- وهو في عِرضِكَ إن غبتَ ضَنين
- فعلى الخير يقينٌ ظَنُّهُ
- وعلى الشرِّ فكالظنِ اليقين
- جدِّدي كيف اطِّراحي فارساً
- ولمرأى وَطَني كيفَ الحنين
- وَسلي قلبيَ لِمْ ضاقتْ به
- فارسٌ وهي رياضٌ لا سُجون
- ضَحِكَت فيها من الروض وجوة ٌ
- وجَرَت بالسَلْسَلِ العَذبِ عُيون
- واكتَسَتْ بالحسنِ هاماتُ الرُبى
- كيفَما شاءَ لها الغيثُ الهَتون
- حبذا فارسُ من مُستوطَنٍ
- عافَه وخلاّه القَطين
- أفَهذا قصرُ " فَرهادِ " الذي
- جمعته مع " شيرينَ" المَنون
- مثَّلا للحبِّ دوراً طاهراً
- لم يَشُبْ أثوابَه البيضَ مُجون
- ليس منه غيرُ رسمٍ دارسٍ
- مُخبرٍ أنَّ رَحى الدهرِ طَحون
- أولا كسرى ولا أجنادهُ
- خُلِّيَتْ منهم قِلاعٌ وحُصون
- سلَفَت فيهم سنونٌ تَرفاً
- واتَتهْم بالبَلِّيات سنون
- وكذا الدهرُ على عاداتِه
- إن صَفَا حِِينَ نبا والتاث حين
- جدِّدي ذكرَ بِلادي إنَّني
- يهواها أبدَ الدهرِ رَهين
- انا لي دينان : دينٌ جامع ٌ
- وعراقي وغَرامي فيه دِين
- القوافي أدُمُعٌ منظومةٌ
- والأناشيدُ بُكاءٌ وحَنين
- كيف لا تُحزنكُم أُهزوجةٌ
- كانَ من اوتارها القلبُ الحزين
- اكسُ ياربِ بلادي رحمة ً
- وحناناً مثلما يُكسَى الجنين
- امحُ عنها ذُلَّ ارهاقِ العِدى
- أنها ما عُوِّدَت عاراً يَشين
- يا مُدانينَ اضاعُوا وطناً
- هو للحشرِ بمن فيه مدين
- اين كانَ الوطنُ المحبوبُ إذْ
- قَلَّتِ الزينةُ مالٌ وبَنون
- ليسَ يخفَى أمركُم من بعِدما
- قَلِّبَت منه ظُهور وبُطون
- كم يُروى منفوخةً أوداجُهُ
- من نِعاجٍ هُزِلَتْ ، ذئبٌ سمين
- تَبخَس الأوطان ظلماً حقَها
- ثم لا يُسترخَصُ العمرُ الثمين
- هذه بغدادُ ، هذا كرخُها
- هذه دجلةُ والماءُ المَعين
- هذه الدورُ التي شيَّدها
- للسَمَا " مستنصرٌ " أو " مستعين "
- كلها تُصبحُ إرثاً ضائعاً
- ليَنُح" هارونُ " وليبكِ " الأمين "
- ليس تنفكُّ بلادي كلُّها
- يَبَسٌ أو كلُّها ماءٌ وطين
- دجلةٌ والنيلُ والشامُ معاً
- و" الصَّفا " تندُبُ شجواً و " الحَجون "
- قُطِّعَتْ أوصالُها ، وافترقتْ
- فشِمالٌ ليس تدري ويَمين
المزيد...
العصور الأدبيه