الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد مهدي الجواهري >> إلى المناضلين... >>
قصائدمحمد مهدي الجواهري
- أطِلّوا ، كما اتَّقدَ الكوكبُ
- يُنوِّر ما خَبطَ الغَيْهَبُ
- وسيروا وان بَعُدَت غايةٌ
- وشُقّوا الطريقَ ولا تَتْعَبُوا
- ومُدّوا سَواعدَكم انها
- معينٌ من الجُهد لا ينضُب
- وهاتُوا قلوبَكُمُ أُفرِغِتْ
- على نَجدةِ الحَقِّ ، أو فاذْهَبوا
- فما إن يَليقُ بمجد النضالِ
- ضعيفٌ على نَصرِه يُغصَب
- وإنَّ " غداً " باسماً يُجتَلَى
- بشِقِّ النفوس . ولا يُوهَب
- وإني وإن كنتُ صِنْوَ الرجاءِ
- في حومةِ اليأسِ ، لا أُغْلَب
- أواعدكم من " غَدٍ " صادقاً
- ويُسرِفُ في الوعد من يَكذب
- أمامَكُمُ مُوعِرٌ ، مُلغَمٌ
- بشتّى المخاوفِ ، مُستَصْعَب
- يَسُدُّ مداخلَه أرقمٌ
- وتحمي مسالِكَهُ أذؤب
- وسوف يبينُ إذا ما انجَلى
- غدٌ ، من يَجِدُّ ، ومن يَلعَب
- فسوف يدوِّرُ " ساعاتِكم "
- بما لا يَسُرُّكُمُ " عقرب "
- وسوف يخونُكُمُ " خائفٌ "
- وسوف يساوِمُكُم " أشعَب "
- وسوف يزاملُكُم خطوةً
- ويَخذِلُكم خُطوةً مُتعَب
- وسوف يطولُ عناءُ الطريقِ
- عليكُمْ فيَعزبُ منَ يَعْزب
- وسوف تَضيقُ بِكُم دُوركُم
- وسُوحُ " السجون " بكم تَرحُب
- فقولوا لمن ظن أنّ الكفاحَ
- غَلةُ مزرعةٍ ، تكذِب
- وقولوا لمن ظنَ أنَّ الجموعَ
- مطايا تُسَخَّرُ : يا " ثعلب "
- تُريدون أنْ تستقيمَ الامورُ
- وأن يخلُفَ " الأخبثَ " الأطيب
- وان تجمَعُوا الشَمْل من أُمَّةٍ
- يفرِّقُها " الجَدُّ " و " المذهب "
- وأن يأكلَ " الثَمرَ " الزارعونَ
- وأن يأخُذَ " الأرضَ " من يدأب
- تريدون أن يعرِفَ الكادحونَ
- من " العيش " ما عنهُم يُحجَب
- تريدون أن تَطْعّنوا في الصميم
- رثَّ " الطباع " وأن تضرِبوا
- ومن دون ذلك أن تَصطلوا
- سعيرَ الحياة ، وان تَسغَبوا
- وأن ترِدوا ما يمُجُّ القَذَى
- وأنَ تَطْعموا منه ما يَجشُب
- فلا تحسَبوا أنكم في الجهاد
- " هواةٌ " يضمُّهُمُ ملعَب
- ولا تحسَبوا أن " مُستثمِراً "
- ظلوماً لمصرعِه يَطرب
- ولا تحسَبوا أن " مستعمِراً "
- يُثارُ عليه ولا يغضَب
- ولا تحسَبوا " الأرضَ " يَهْنا بها
- ذَووها ، وبالدم لا تُخضَب
- ولا تحسَبوا " أنَّهم يَظمأون
- وطوعَ أكفِّهمُ المشرَب
- فأنذرْ بحنظلةٍ خائنا
- تعجَّلَه الثَمرُ الطيب
- وبشَّرْ بحُلْو " الْجَنى " كادحا
- على " الجِذر " من شَجر يَضرِب
- فلا تهِنوا ، إنَّ هَذي الأكفَّ
- تُملي على الدَهر ما يكتب
المزيد...
العصور الأدبيه