الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد حسن فقي >> كنا .. فمتى نعود؟! >>
قصائدمحمد حسن فقي
- عجَبي لِهاتيكَ المواقِفْ
- بين النَّسائِمِ والعواصف!
- عَجَبي لها. كيف اسْتراحَ رِجالُها الشُّمُّ العطارِفْ؟!
- أَلَهُمْ قُلُوبٌ في الصَّدورِ تَضُمُّ أشْتاتَ العواطِفْ؟!
- أَلَهُمْ عُقُولٌ لِلْعظائِمِ في الرُّؤوسِ يَشيحُ عن دَرَكِ السَّفاسِفْ؟!
- أَمْ أَنَّنا أَهْلُ السُّفُوحِ –هَوَتْ- وهم أهْلُ المشارِفْ؟!
- كَلاَّ.. فإنَّ الجَهْلَ سَوَّدَهُم علينا.. والمتارِفْ..!
- كلاَّ.. فإنَّ الضَّعْفَ سوَّدَهُم عَليْنا.. والمعازِفْ!
- وسُقُوطُنا في اللَّهْوِ.. ما بَيْنَ المآزِرِ والمعاطِفْ!
- والرَّكْض في نَهَمٍ إلى مُتَعِ المتاجِرِ والمصارِفْ!
- والخَوْفُ مِن لَهَبِ الحُرُوْفِ. ومِن مُجابَهَةِ القَذائِفْ!
- لَهَفي عَلَيْنا حينَ نَجْنَحُ لِلْمناعِمِ والمباذِلِ والمقاصِفْ!
- والنَّاسُ.. كلَّ الناس إِلاَّنا تَحلَّوْا بالمعارِفْ!
- فَسَمَوْا بِها لِذُرى الحياةِ
- إلى التَّلائِدِ والطَّرائِفْ!
- * * *
- وتسَيْطَرُوا.. بالْعِلمِ.. بالعَقْلِ المُفَكِّرِ.. بالتَّلاحُمْ!
- وتَحَكَّموا فإذا الشُّعوبُ.. اثْنانِ مُخْتَلِفانِ.. مَحْكُومٌ. وحاكِمْ!
- والحاكِمُ اسْتَشْرى.. فَعَادَ
- النَّاسُ. مَظْلوماً وظالِمْ!
- رَضَخَ الضَّعِيفُ المُسْتَذَلُّ
- أَمامَ عاتِيَةِ الصَّوارِمْ!
- ثُمَّ اسْتَراحَ إِلى المَذلَّةِ
- واطْمَأَنَّ إلى القَواصِمْ!
- يالَ الضِّعافِ المُدْمِنينَ
- على الهَوانِ بِلا سَخائِمْ!
- الحِقْدُ أَوْلى بالضَّعِيفِ المُسْتَضامِ على الجُناةِ على المحارِمْ!
- إنَّ الحياةَ بِلا كرامَةٍ
- كَالجِراحِ بِلا مَرَاهِمْ!
- أَيْنَ العَزائِمُ؟! إنَّها
- رَحَلَتْ مَع الشُّوسِ الضَّياغِمْ!
- ماضٍ أَغَرُّ.. وحاضِرٌ
- راضٍ بأَشْتاتِ الهزائِمْ!
- قامَتْ به الأَعْراسُ شامِخَةً بأَلْوانِ العظائِمْ!
- وغَدَتْ بِنا –نَحْن الأَرانِبَ- حافِلاتٍ بالمآتِمْ!
- لن يَعْرِفَ العَيْشَ الهَنِىءَ
- المُسْتَعِزَّ. سوى الأَكارِمْ!
- * * *
- يا مَعْشَرَ العَرَبِ النِّيامِ
- اسْتَيْقِظُوا وتوحَّدوا!
- وتَآلفُوا فالخُلْفُ مَزَّقَكُمْ.. وضَجَّ المَرْقَدُ..!
- هذي العوالِمُ حَوْلكُمْ
- يَبْغُونَ أَنْ يَتَصَيَّدوا!
- والصَّيْدُ أَنْتُمْ.. لا سِواكُمْ.. والحَقائِقُ تَشْهَدُ!
- إنَّ الرَّفاتَ المُسْتَعِزَّ قُبوُرُهُ تَتنَهَّدُ!
- أَسلافُكُمْ كانُوا الفِراقِدِ في الذُّرى تَتَوَقَّدُ..!
- هلْ فيكموا مِثْلَ الجُدودِ؟! وليس فيكم –فَرْقَدُ؟!
- أَفَتَرْتَضُونَ بِما يُحِيطُ بِكُمْ.. وما يَتَهَدَّدُوا؟!
- فهُبُّوا. فقد يُجْدِي الهَبُوبُ. وحاذِرُوا أَن تُلْحدُوا!
- أَوَّاه.. ما يُجْدِي التَّأوُّهُ
- من يُضامُ فَيُخْلِدُ!
- إنَّا لنَهْبِطُ سادِرِينَ.. وغَيْرُنا يتَصَعَّدُ!
- فمتى نَفُوقُ مِن الكرَى؟!
- ويَقُومُ فِينا السَّيِّدُ؟!
- لِيَقودَنا.. فالنَّاسُ
- تَشْقى بِالزَّعِيم. وتَسْعَدُ!
- أمْجادُنا رَثَّتْ. وسوْفَ بِعزْمِهِ تَتَجَدَّدُ!
المزيد...
العصور الأدبيه