الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد حسن فقي >> تنفيس .. وتقديس >>
قصائدمحمد حسن فقي
- جراحٌ تَسِيلُ . وما مٍن طيبٍ
- ولا مِن دواءٍ يداوِي الجراحْ!
- وأُلْقى السَّلاحَ فَتَأْبى الخصومُ
- وقد دُجَّجوا بحديدِ السلاحْ!
- وقد هَتفوا بمريرِ العداءِ
- بِحُكْمِ السُّيوفِ. بِحُكْمِ الرِّماحْ!
- وظَنُّوا بأنِّي كرِيشِ الطُّيورِ
- يُقابِلُ في الجوَّ هُوجَ الرِّياحْ!
- بقد وَهَمُوا يا له من خسارٍ
- يُطاوِلُ بالجهلِ رَبَّ الرًِّياحْ!
- ساُّلْقِي بهمِ في مَهاوِي الرَّدى
- وليس على سطْوتي من جُناحْ!
- وسوف يَرَوْن المساءَ المُخيفَ
- ولا يُبْصرون وَضِىءَ الصًّباحْ!
- وسوف أُجَلَّلهُمْ بالشَّكيم
- فَيكَبَحُ منهم غَوِيّ الجِماحْ!
- إذا ما اسْتَبَدَّتْ بِعَقلِ الخصِيمِ
- حماقَتُهُ. غاب عنه الفلاحْ!
- وسار إلى حَتْفِهِ ما يَرِيمُ
- ولاحَ الفَسادُ له كالصَّلاحْ!
- ***
- لقد كنتُ أرجو السَّلامَ الكريمَ
- وما كنتُ أَرجو الخِصامَ الوَقاحْ!
- فما كانتِ الحرْبُ إلا الدَّمارَ
- ضروساً. وإلاَّ الدَّمَ المُسْتَباحْ!
- يُجانِبُها الفارِسُ المُسْتَعِزُّ
- فما جِدُّ وَقْدَتِها كالمِزاحْ
- ألا رُبَّ فاتِنةٍ كالشَّعاع
- إذا ما رأَتْني رمَتْ بالوِشاحْ!
- وما أنا بالعاشقِ المستهامِ
- لَهيفاً بدُنْيا الهوى والمِلاحْ!
- ولا بِرحيقِ الدَّنانِ الشَّذِيَّ
- ففقد طابَ بعد الغُدُوَّ الرَّواحْ..!
- ولكنَّني هامٌ باليراعِ
- يُدَبِّجُ شِعْراً يناجِي الطَّماحْ..!
- له عَبَقٌ كَعَبيرِ الرِّياض وأشْذى
- فما وَرْدُها والأَقاحْ؟!
- فكَم ظَبْيَةٍ ضاء منها الفُؤادُ
- وضاء الكِناسُ بِسِحْرِ الصُّداحْ!
- بِشِعْرٍ له شامِخاتُ الذُرى
- تَدِينُ. وتَهْفو له كالبِطاحْ!
- صَدُوقٍ يُقَدسُ مَجْدَ الحياةِ
- كما قَدَّسَ النَّاسُ مَجْدَ الصَّحاحْ!
- فما أَطْلَقَ الحُسْنُ مِنِّي السَّراحَ
- بَلى .. أنا أَطْلَقْتُ منه السَّراحْ!
- ***
- إذا فَشِلْتُ بِدُنْيا الحُطامِ
- فَكَم فَشلٍ غارَ منه النَّجاحْ!
المزيد...
العصور الأدبيه