الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد حسن فقي >> إدّكار واجتواء >>
قصائدمحمد حسن فقي
- اُذْكريني..
- إنَّ في الوِحْدة ما يكْوي ضُلُوعي!
- وهي نارٌ لَيس تُطْفيها دُمُوعي!
- ولقد تَجْمُدُ عَيْنايَ. ويَجْفوني هُجُوعي!
- وأرى الوِحْدةَ في صَحْبي. وأهْلي. ورُبُوعي!
- فاذْكُريني
- ***
- رُبّ ذِكْرى مِنْكِ كانت بَلْسَماً!
- لِجراحٍ نازِفاتٍ من حشايايَ دَماً!
- وغَدتْ شَهْداً لمن يَجْرَعُ فُوهُ عَلْقَماً!
- فارْتَوى الظَّمآنُ قَلْباً.. وضميراً. وفَماً!
- فَذْكريني
- ***
- واذْكُري ما كُنتِ من قَبْلِ سِنينٍ وسنِينْ!
- حينما كُنْتِ شجوناً وهَياماً وحَنِينْ!
- حينما كنْتِ فُؤاداً من بُكاءٍ وأَنينْ!
- وأنا كنْتُ صَرِيعَ الحُبِّ. مَقْطُوعُ الوَتينْ!
- فاذْكُريني!
- ***
- قُلْتِ لي يَوْماً. وقَلْبانا يَفيضانِ جَوى!
- ودُموعٌ في مآقينا تَلَظَّتْ بالهَوى!
- جارياتٍ بِدَمٍ خَوْفَ النَّوى!
- أَنْتَ رِبِّي. وأنا الظَّمْآنُ.. وقَلْبي ما ارْتَوى!
- فاذْكريني!
- ***
- إبْقَ جَنْبي. لا تُسافِرْ. فَتَخَيَّرتُ البَقاءْ!
- وبَقِينا حِقبَةً نَرْتَعُ في الجَنَّةِ.. رِيّاً وغِذاءْ!
- يا لها مِن حِقْبَةٍ باعَدني عَنْها الجَفاءْ!
- كيف جافَيْتِ. لقد أذهلتني أّوْجَعْتِني بالبُرحَاءْ؟!
- فاذْكُريني!
- ***
- ولقد غادَرْتُ رَبْعاً أَسْعَد القَلْبَ وأَشْقى!
- عادَ لي غُولاً مُخِيفاً. بَعْد أَنْ أَوْسَعَ رِفْقا!
- آهِ ما أَنْكَدَ عَيْشاً.. يُوسِعُ الأَحرارَ رِقا!
- عادَ ما أَمْطَرَ رَوْضي النَّضْرُ.. إعصاراً وحَرْقا..!
- فاذكريني!
- ***
- لا. فما أَنْكَد ذِكْراكِ. وما أَنْكَدَ أَمْسي!
- فَهُما ما مَزَّق القَلْبَ. وما أَرْهَقَ حِسِّي!
- وهُما كالرَّمْس إظلاماً ورُعْباً. وَيْلَ رَمْسي!
- ولقد عُدْتُ. وقد شُوفِيتُ تَوَّاقاً لأقْلامي وطِرْسي!
- أَلَمِي أَوْمى. فأهْداني لإِلْهامي وجِرْسي!
- فأنا اليَوْمَ بَليغاً مِثْلَ سَحْبانَ وقُسِّ!
- إنَّ يَوْمَ المأْتِمِ القاسي انْطَوى في يَوْمِ عُرْسي!
- يال هذا الدَّرْسِ بُورِكْتَ. فنِعْم الدَّرْسُ دَرْسي!
- وَرْدُكِ القاني تَراهُ اليوْمَ عَيْنايَ كَورْس!
- اِجْتَوى الهائِمُ ما كانَ. فَقُولي يا لَتَعْسي!
- واذْرُفي الدَّمْعَ وقُولي. لَيْتَ يَوْمي مِثْل أَمسي!
المزيد...
العصور الأدبيه