الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد جبر الحربي >> حاملة الشهد >>
قصائدمحمد جبر الحربي
- أحمل وجهي وأمشي
- إلى حيث يجتمع المدمنون على قتل أوقاتِهم
- قلت أمشي إليهم، أشاركهم قتلَها
- قلت أمشي مشيتُ
- حذائي يطالعني في الزجاج النظيفِ
- وهذي الوجوهُ تطالعني في الهواء المشوبِ
- بين الهواء وبين الزجاجِ
- تذكرتُ ناراً تباعد، عرضَ السواعدِ
- والوهجَ المتصاعد من أعين البدوِ
- أشعارَهم في النساءِ، المساءَ
- السيوفَ التي كُسِرتْ في وجوهِ الرمالْ
- النساءَ اللواتي احترفنَ انتظارَ الرجالْ
- تذكرتُ.. أغفلتُ.. قلتُ
- سيعرفني القادمون من الخِيَم المخمليّةِ
- من حاضر الحيّ، لكنني
- كنت أحبو على بعد قرنٍ
- من الحيّ كنتُ
- أنا الحوتُ ما ضمّني البحرُ
- أرقص في الرملِ
- والرقص موتْ.
- أنا النورسُ
- أنا الصوتُ في الفجرِ
- أولُ صوتٍ
- وآخرُ صوتْ:
- (صباحٌ له لونُ خدّيكِ حاملةَ الشهدِ
- أيَّ الشوارع أسلك حين يطاردني الخوفُ؟
- لا. قلتُ لا حين سألني حاكمُ العشقِ
- - حاملةَ السِرّ -
- أيَّ الشوارع أرتاد حين أغادر رمسَ التوجّدِ؟
- لا ضمّني البحرُ، لا ضمّني قاربٌ لابن ماجدَ
- عاريةٌ أنتِ، خارجةٌ أنتِ
- زاويتي أنتِ
- أنّى وكيف أغادرُ؟
- زاويتي أنتِ، أين ينام جوادي التَّعِبْ؟)
- يا حبيبةَ هذا الشقيّ
- حبيبةَ هذا التعبْ.
- حين يتكىء المتعبون على صدرك الطهرِ
- أيُّ المناديلِ يمسح دمعكِ؟
- أيُّ القناديلِ يستلّ نوراً كوجهكِ؟
- أيُّ الشفاه تكون السعيدةَ بالنطق: إني أحبّكِ؟
- إني أُحبّكِ. لكنني ريشةٌ لا تريد الكتابةَ
- إن الكآبةَ مرتصّةٌ مثلُ سورٍ
- وبابٍ قديم على جبل في «المدائنِ»
- يومَ استدار البشرْ.
- أحبّكِ
- يهتزّ سورُ المدينةِ
- يهتزّ قلبي
- ويهتزّ هذا الذي يحرس القبرَ
- مرتدياً جبّةً من ذهبْ.
- مغلّلةٌ بالقيودِ
- معلّلة بالندى
- مسافرة بالوعودِ
- محلّلة للردى.
- أيُّ النياقِ ستحمل وشمي؟
- أيّ التوابيت يبتاعني في المساءِ
- ويُسلمني في الصباح لغير احتضاركِ؟
- أيّ اشتهاءٍ يظلّلني في ذراعيكِ حيناً
- ويمنعني أن أكونَ الأخيرَ الرديءْ؟
- ذا زمانٌ رديءْ
- ذا زمان غدا فيه حبّكِ كفرا
- وحفظُ التواريخ كفرا
- وقولُ الحقيقة كفرا
- وذا السندسيّ يموتُ
- ولا يقبل العشق قسراً، فمَنْ؟
- تباركتِ - مَنْ?
- يا حبيبةُ - مَنْ?
- للمدار، ومنْ؟
- للثمار، ومنْ؟
- يحتوي نهرَنا عندما يحتوينا الدوارْ؟
- أَلَيْلٌ ومتّكأٌ للغناءْ؟
- وصبحٌ كما الأمسِ نحبو إليهْ؟
- تباركت كيف اتّكأنا عليهْ؟
- وكيف بكينا على مقلتيهْ؟
- وكيف أتانا
- يلملم أكفانََه في يديهْ؟
- صباحٌ له لونُ خديّكِ
- متعبةٌ أنتِ
- بل متعبٌ.. كلانا
- ولكنه صاحبي
- كنتُ أُُخفيه دوماً لأبكي عليهِ
- سلامٌ عليهْ
- سلامٌ عليهْ
المزيد...
العصور الأدبيه