الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد القيسي >> نهر بلا روافد >>
قصائدمحمد القيسي
- رفيقة هدبي المكسور
- أعود إليك حين تزورني الأحزان
- أعود إليك كلّ مساء
- شريدا دونما بيت
- أعود إليك مثل يتيم
- يودّع بالدموع لحود أحبابه
- تغلّفني كآبة عمري المنشور فوق جدائل الحرمان
- ويصلبني حنين الآن
- إليك إليك يا شمسا ربيعيّة
- تذيب صقيع أحزاني وتحضن قلبي المقرور
- تهدهده بعذب الوهم , تلثم جرحه لمسات تحنانك
- وأعرف أنّني نهر بلا روافد
- يعود إليك يغرق أرضك السمحاء بالأشجان
- وأنّك وهمة الوافد
- ظلمتك حين شدّتني الخيوط إليك ,
- وحين تجمّعت كلماتنا نجما على بابك
- وحين وضعت زادي فوق مائدتك
- غريبا كنت أمضغ غربتي السوداء في الطرقات
- تطاردني وحوش الأرض كنت مقيّد الخطوات
- وكنت مطيّة للصمت والأنواء
- تقاذفني إليك وكنت أنت منارة ,
- في الشاطىء الآخر
- عبرت إليك جسر الحزن بعد عناء
- وكان الوعد منذ وجودنا أن نلتقي غرباء
- وتصافحنا بلا أيد ولا نظرات
- تكلّمنا بلا حرف بلا بسمات
- جمعنا الحزن والصمت العميق فعزّت الكلمات
- وأذكر أنّني مذ كنت لم أحلم كما الأطفال
- بثوب العيد والحلوى
- ولا منّيت أيّامي بعودة غائب ,
- يجتاز عتبة حزني الفيّاض , ينشر بهجة الدنيا
- فماذا , لم يكن في الدار نجم الحبّ يحضنني
- يبرعم في غدي الآمال
- ويمسح عن جبيني حرقة الشجن
- فأبصرت العذب يحوط سور حديقتي ويشوّه الأزهار
- لمحتك حينما عيناي يا عمري تفتحتا ,
- وكانت حفتني أسرار
- دنوت إليهما ,
- صلّيت للآلام لحظة أن دنوت ,
- وما ابتسمت ,
- قرأت تاريخ الضياع على جبينك , كنت مثلي ,
- مقودي في قبضة الغيب
- على كتفيّ أحمل بؤس أقداري
- وألوانا من الغربة
- فعانقني حنينك يا معذّبتي ,
- ونوّح في فؤادي بوحك الصامت
- تلاقينا على الحرمان في ظلمات هذا العصر
- ولم نعرف كلانا كيف نشدو غنوة الحبّ
- لأنّا ما ابتسمنا قبل , لم نحلم بفرحته ,
- وما هي خفقة القلب
- كنّا نخنق الآهات , نطفىء في مواقد حزننا أوهامنا ,
- ونذيب شوق العمر
- مشينا دربنا يمتدّ , ترصدنا عيون الموت
- وغنيّنا فضاع نشيدنا في وشوشات الصمت
المزيد...
العصور الأدبيه