الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد القيسي >> جراح فلسطينية >>
قصائدمحمد القيسي
- ولو أنّ الطريق إليك ميسور
- لما وهنت خطاي , وسمّرت نظراتي اللهفى وراء الباب
- ولا سهدت عيونك في انتظار زيارة الأحباب
- ولا ما بيننا حال العدى والموت والسور
- ولكنّ الثعالب في ربوعك تزرع الأهوال
- وتغتال ابتسام الصبح فوق مباسم الأطفال
- " يا دار , يا دار ,لو عدنا كما كنّا
- لاطليلك يا دار , بعد الشيد بالحنّا "
- معتّقة جرار الحزن من عشرين في قلبي
- اشيل عذابها الموروث في روحي وفي هدبي
- ولا أسطيع إفلاتا ونسيانا
- وتصفعني عيون الغير في المنفى تعرّيني
- تشير إليّ ,
- - أين تروح , أيّ هوية تحمل ؟
- .....؟
- - فلسطيني , أجل إنّي فلسطيني
- هويتي العذاب يظلّ مصلوبا على وجهي ويدنيني
- من الينبوع في وطني , هناك " بكفر عانة " وجهي
- المفقود وجهي الأصل
- وأعبر دربي المزروع بالنظرات والعتمة
- وأعبر دونما كلمة
- ألوذ بصمتي المشحون بالمأساة
- وأحضن حزني الموّار , أركن للأسى الخلاّق يبعثني
- ويزهر في غد حقلا من البسمات
- أذيب به عذاباتي
- وترحل عن فمي مرّ الحكايات
- وتحملني الرياح على متون الشوق للأحباب
- أعانق طفلة الفجر الجديد وأطبع القبلات فوق جبينها القمحي
- وأشدو غنوة الفرح
- ولكن آه .. موصدة هي الأبواب
- ويأتي صوت والدتي العجوز مبلّلا بالحزن والأمل
- " بالله يا طير الحي إن جيت دارنا
- ريّض إلا يا طيرنا وارتاح
- قل لها بحال الجهل يا طول عزّنا
- ياما قعدنا ع الفراش صحاح
- يا من درى يصفى زماني وأعاتبه
- وأعاتبه باللي مضى لي وراح "
- ويزداد الحنين ويقطر الموّال أشجانا
- متى يصفو الزمان يعود كلّ مشرّد لتراب أوطانه ؟
- يقبلّه , ويجثو في اخضرار الجرح فوق قبور من ماتوا ,
- يقول لهم ,
- لقد عدنا فلا تبكوا على الأحياء
- ونرقب رزقة الفقراء
- متى يصفو … ؟
- متى يصفو … ؟
- أهاجر في العيون أطالع الحرمان
- " يا دار.. يا دار..لو عدنا …"
- لئن نامت على شرفاتك الأحزان , غنّى طائر الألم
- يظلّ هواك نبض دمي
- وإن هدموا الجسور إليك , أبحرت المراكب عنك للمنفى
- فأنت معي
- فأنت معي
- وإن سيق البنون , مواكبا للسبي يا وطني
- وإن هاموا بصحراء الدجى والتيه والشجن
- وإن طعنوا بسكين الطوى في عتمة الليل
- وإن نهبت مواسمنا بلا عدل
- وإن طالت حبال النفي والبين
- فلن ننساك , لن ننساك , يا وطني
- فما زال الوميض يشعّ في الأحداق
- وميض الرفض , والإصرار والثورة
- وما زال المشرّد في الطريق إليك يا حلمي ولن يثنيه
- عذاب الغربة المرّة
- لأنك فيه أنت الروح , أنت الوهج والفكرة
المزيد...
العصور الأدبيه