الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد القيسي >> النهر يتلو الكتب >>
قصائدمحمد القيسي
- كان في نعمان يعنّي ويجوس الأفق عشرون جوادا
- وثلاثون نشيدا جامعيّا ,
- وطريق عابس
- يهتف :
- يا نعمة نعمان أعدّة الآن أثلامك
- عشرين جوادا , وثلاثين نشيدا جامعيّا ودواة
- وليكن صدرك ممدودا
- ودودا
- أمض مشّط شعري
- مواعيدك حانت ..
- هكذا نعمة – مالت جانبا والرمح في خاصرة الوادي
- أجابت
- فانثنى نعمان كالظبيّ هتافا
- ومضت عيناه ,
- وامتدّ , استطال الظلّ
- قال الوصل في الفصل
- ولم يهدأ
- ولم يبدأ صدى
- قال الفراق الآن في أوج العناق
- المركب الرجراج , والبحر الأجاج ..
- اليوم عشرون جوادا
- وثلاثون نشيدا جامعيّا وصلاة
- ***
- كان من يقرع في الليل الجرس
- عبرت روحي المروج
- فإذا الريح حرس
- فإلى أين , إلى أين يلوج ؟
- - طوّقتني النار من كلّ البروج ..
- ***
- بدأ الرحلة في حقل الأجاص
- كتبت يسراه فوق اللوح بالطبشور ..
- آيات بديات الخلاص
- ***
- قفزت أمي إلى يقظتها ,
- هزّت جذوع الطلبة
- فمضى النهر إلى الشارع يتلو كتبه
- وإذا بالشرطة المرتعبه
- ***
- نقرت عصفورة خضراء عنقود العنب
- فالتهب ..
- ***
- ركضت مهرة حلمي في ضلوع الجامعة
- فإذا بالقارعة ..
- ***
- آه من نعمة لا تأتي ,
- ولا يأتي إليّ النهر في هذا النهار
- هل تخيط الآن تنورتها حالمة
- بالنهر والأقراط والعمر الرضيّ !
- أعطني شعرك يا لوركا لهذا العرس فالحزن شجي
- ولنمل نحو انعطاف الشارع الآخر حتى يعبر الحرّاس
- هل نشرب كأسين من البيرة في صحة هذا السوسن
- المطعون , هل نمضي إلى كلية الآداب في هذا
- النشيد الانتحاريّ , ونهوي نجمتين ..
- ما لهذا الدفتر الغامض لا يوضح , لا يشرح أفق
- الحجل الخافق , فالليل صهيل أزرق الريح ,
- يتيم الأبوين ,
- آه من هذي الفرس
- أيقظت صدر البراري
- فإذا البيت محاط بالحرس ..
- ***
- هل أنادي يومك الغارق في الهمّ ..
- يدي بوصلة الدمّ ,
- إلى وجهك ..
- هذا الراجف
- الراعف
- والعاصف ,
- قولي ..
- ما لهذا القفر يحتلّ كروم اللوز ,
- ما للغابة الآن زفاف ونصال ؟
- هذه باقة ورد , وأكاليل اشتعال
- سأسوّي الآن أوراقي وأغفو
- في انتظار البرتقال
- نازفا متّهما بالعشب والوجد ,
- وفيّاضا بنيرانك حتى الصمت والموت أرود المهرجان
- آه يا لوركا ..
- لهذا القصب الناحل في الوديان أمشي
- ولحزن السنديان
- فأعرني من دجى غرناطة الساجي
- ومن ليل أغانيك اليتيمات كمان
- لأغنّي لمناديل مساء كستنائيّ على الباب ..
- تناديني تعال
- ناصعا من جهة الزيتون
- يأتي الألم الأسود يا حبّي رداء
- ينبغي أن أستعيد الآن نهرا يتلوّى في الحقول
- وأقول :
- ضدّ هذا القمر الخدّاع قلبي
- ضدّ هذي الغابة السوداء , ضدّ النصل ,
- ضدّ الحبل , ضدّ الليل ,
- يطوي حسرات الفقراء
- ضدّ أن تعتقل الأزهار والغزلان ,
- أو تحرم ظلّ الصحراء
- ضدّ أن يبكي طفل , أو أبّ كهل ,
- وأن يقضي على نعمة بالوحدة في هذا العراء
- ضدّ خوف الشعراء ..
- ***
- هكذا قدّم نعمان الفتى الريفيّ أوراق اعتماد الليلك الدامي
- وأدلى باعتراف القلب منحازا إلى نعمة , لم يلجأ إلى رمز ولم
- يهرب إلى أيّ ضفاف
- وأضاف :
- يا بروقي المقبلة
- جسدي في سنبلة
- وثماري للقطاف
- فأعدّي من جديد
- لزفاف وزفاف وزفاف ...
المزيد...
العصور الأدبيه