الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد القيسي >> العابر >>
قصائدمحمد القيسي
- كان يمشي واهي الخطو حزينا
- شارد الطرف رهيبا في خطاه
- وجهه المغبّر يطوي ,
- في تجاعيد الأسى بوح جراحه
- كان في أحداقه سيل دموع
- ولقد كان سجينا
- بإسار الصمت , باستغراقه في الحزن ,
- والتحديق في الأفق البعيد
- ومضى عنّا وما عدنا نراه
- دون أن نفلح في إدراك أغوار أساه
- ظلّ لغزا في العيون
- مثل وهم لا يصدّق
- ظلّ باب في ضمير الغيب مغلق
- ***
- نحن كم جئنا إليه
- وابتهلنا أن يعرّي ,
- حزنه المدثور بالكتمان والصمت الرهيب
- وفتحنا شرفة القلب له ,
- وغمرناه بسيل من حنان
- كان لا يعرف معنى الإبتسام
- كان يحيا عمره دون كلام
- فهو دوما صامت الحرف يعيش الكلمة
- في أتون الشوق في عينيه في قلب الحياة
- ***
- أمس والظلمة كانت تحضن البلدة والليل حزين
- كنت وحدي ,
- أعبر الدرب إلى بيتي القديم
- أنقل الخطو وفي الأعماق ينمو ,
- ألف إحساس كئيب
- ينسج الليل مع الوحشة والخوف طريقي
- كنت وحدي وخيالات من الأمس القريب
- زاحمت فكري وهزّت ,
- خافقي الثاوي بعمق اللاقرار
- وتحقّقت يقينا
- أنّ درب الغربة السوداء دربي
- أنّني أمخر في المنفى بحارا وبحار
- مرفأي ضيّعته , والمركب المهزوم تنئيه الرياح
- فجأة لاح أمامي ,
- ذلك العابر يمشي واهي الخطو حزينا
- جفّت البسمة في قلبي ,
- وكأن الليل ينساب كئيبا
- يسكب الحزن الأصيلا
- في وعاء الروح , في عمق قراري
- ذلك العابر قد عانق ظلّي
- يوقظ الأمس فلا يجدي فراري
- من خيوط نسجت في الحلم في ليل السهاد
- جعبة الأحلام ضاعت بين أكوام الضباب
- وتلاشيت وحيدا في الزحام.
المزيد...
العصور الأدبيه