الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد القيسي >> الشروع في قصيدة الضدّ تحت اسم أهجية إلى صاحبي >>
قصائدمحمد القيسي
الشروع في قصيدة الضدّ تحت اسم أهجية إلى صاحبي
محمد القيسي
- صاحبي لم يعد صاحبي
- باعني في الجريدة يوم الأحد
- باعني وابتعد
- بيننا أنّنا وحّد الفقر بين مراكبنا
- وحّد الباب والنافذة
- وحّد اللون والكلمات
- وحّد أصفادنا والخطى
- ووهبنا من العشب ما أبهج الروح يوما ,
- وكان لنا غرفة نصطفيها
- ومقهى وأرصفة حانية
- ما الذي أذبل الدالية !
- ودعى صاحبي للقطاف المحرّم ,
- حتى أتاه اليباس
- باكرا ..؟
- صاحبي باعني في المزاد
- باعني واستزاد
- من رآنا قرنفلة ,
- من رآنا سراج
- من رأى الحقل والقمح والقبّرة
- مطفأ صاحبي دون ظل ,
- أرى صدره مقبرة
- سقطت قشرة الشجرة
- وبدا عاريا فأسفت
- وعرفت
- أنه باع أقراط عمّته , وطفولته في البلد
- وطريق الكروم ,
- وأرغول نعمان راعي البلد
- باع أحجار , أشجار , أسرار نبع البلد
- وتراب البلد
- وأغاني البلد
- عندما باعني ,
- في الجريدة ,
- يوم الأحد
- ***
- لم يكن أوّل العابرين إلى جثّة ,
- لم يكن آخر الخاسرين ولا أوّلهم
- فهنالك مثلا :
- ولد ضالع في السقوط
- كان في جبينه فاكهة
- فتنازل عنها
- وضيّع سرواله راضيا
- وسلّمها حينما استقبلوه على دفعتين
- سلّم الفاكهة
- وغدا بين بين
- ثم عاد ينظّر للفرح الواقعيّ
- وهو ما زال حيّ
- ويشيد بسيرة من عطسوا مرة ,
- في أقاصي البلد
- هكذا يلتقي صاحبي والولد
- لم يكن أوّل العابرين إلى جثّة ,
- لم يكن آخر الخاسرين ولا أوّلهم
- كان يعرف خطوته جيدا
- وهو يحصي علاماته الرابحة :
- أولا : .............
- ثانيا : .............
- ثالثا : ............
- وله وجه الوطنيّ
- إنّه صاحبي
- من ترى يلبس الآن هذا القميص ,
- ويشعل سيجاره بيننا
- أو يعبىء غليونه في أناة وخفّة يد
- يقتل الوقت , يجمع ما يتناثر في ضجر
- الأربعاء ,
- وفوضى الأحد
- أترى لا أحد ؟
- لا أحد !؟
- لا أحد
- فلتدم هذه الرائحة
- وليعدّد إذن صاحبي في هدوء ,
- علاماته الرابحة
المزيد...
العصور الأدبيه