الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد القيسي >> الحداد يليق بحيفا >>
قصائدمحمد القيسي
- إلى سميح القاسم
- مراسيم قهرك جارية ,
- وأنا أحتفي بجواد التفّتح والنار ..
- في ليلك المأتميّ
- وأحمل راياتي السود ,
- أولد في شهقة الموت ,
- أعبر في حزنك الساحليّ
- أغنّي فيمنعني الشرطيّ
- تيّممت باسمك آن طويت الصحارى ..
- إليك وكان الطريق
- خنادق فارغة ,
- أو
- بنادق عاطلة ,
- والرياح تصفّر في " الغور " ما من بريق
- ولا من دخان اشتباك هناك ..
- ولا طفلة في الفضاء الرماديّ ,
- هذا زمان السكون المدوّي ..
- زمان الحريق
- وكان الجنود الكسالى
- يفلّون في الشمس قمصانهم ..
- مفرعين من الحلم والفعل ,
- كان شرار الظهيرة يمتدّ نارا
- وموتا مثارا
- إلى الجسر ..
- والنهر كان يجفّ ,
- يجفّ ,
- ولتفّ ..
- في بردة من حداد
- ويحضن صفصافة وهي تبكي ,
- تغنّي للبعاد
- وتسقط أوراقها
- وطروادة القلب غارقة في الحصار ,
- ونهب لسيل الجراد
- فماذا تقول الجبال وأحراشها والوهاد ؟
- وماذا يقولون , ماذا يقولون ..
- ماذا ..؟
- - يمدّون عمر احتضارك هذا النبيل ,
- بما وهبوا من فنون الخطب
- وينسون ,
- ينسون حتى الغضب ..
- ***
- مراسيم قهرك جارية ,
- إنّهم يتركونك وحدك ..
- في ساعة الطلق ,
- يلقون باللوم – زورا – على القابلة
- سمعت الرياح تغنّي :
- يليق الحداد بحيفا
- يليق بها كلّ سجن ومنفى
- يليق الحداء بأفراسها الحمر والقافلة
- بلى ..
- ويليق بك الحزن والموت ,
- والحالة النازفة
- يليق بك الصمت والليل والعاصفة
- يليق بك الفرح الياسمينيّ
- في عرسك الدمويّ
- يليق بك البحر والبرتقال الحييّ
- فماذا تقولين لي
- وماذا يحاورني النبويّ
- أجيبي ..
- لمتك وقع النصال عليّ
- فلا تقتليني بأسلوبك العاطفيّ
- ولكن بصاعقة كي أضيء
- هنا دركيّ
- هنا شرطيّ
- هنا عسكريّ
- ألا إنّهم يبتغون دمي
- والقبائل تطبق حزلي ,
- وتبحر في فلك الأجنبيّ
- وهم يغلقون الحدود ,
- يسنّون قانون طردي , وقتلي
- يصادر خطوي ,
- وخبزي ,
- وقولي
- ولكنّ ..
- ما بين مركبة الرعد والريح ,
- يأتيك برقي الخفيّ
- وأحلم بالفقراء جيوشا ,
- وكلّ الصعاليك والخارجين على الموت حزبا ,
- يقاتل باسم الزهور التي تذبل
- وباسم السنابل والقبّرات التي تقتل
- وباسمك حتى يعود الزمان البهيّ
- - لماذا أتيت ؟
- * لأعرف وجهك أكثر
- وأعرف نفسي
- - وماذا رأيت ؟
- * طيورا محلّقة في الفضاء ,
- وبيتا قديما
- وبيدر
- وقابلت أمّي
- - وماذا ؟
- * رأيت ..
- تكّلم
- * أصابع كانت تطوّق خصرك ,
- في رقصة الدّم
- رأيتك مكسورة البال ..
- في زيّك البلديّ
- - وماذا فعلت ؟
- * تلّويت قهرا
- وقدّمت صكّ انتمائي إليك
- يعاودني صوتك الآن بعد الغياب
- ويدخل من كلّ أفق إليّ ..
- ومن كلّ باب
- يطاردني في الصحارى
- يحلّ معي في الفنادق
- يشاركني مقعدي ,
- وسريري ,
- ووجبة خبزي ,
- وحزني
- ويرقبني عند كلّ المفارق
المزيد...
العصور الأدبيه