الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> محمد الفيتوري >> التراب المقدس >>
قصائدمحمد الفيتوري
- وَسِّدْ الآنَ رَأْسَكَ
- فَوْقَ التُّرَابِ المقدَّس
- وَاركَعْ طويلاً لَدَى حَافَةِ النَّهْرِ
- ثَمَّةَ من سَكَنَتْ رُوحُهُ شَجَرَ النِّيلِ
- أَوْدَخَلتْ في الدُّجَى الأَبنوسيّ
- أَوْخَبَّأَتْ ذَاتَها في نُقُوشِ التَّضَارِيس
- ثَمَّةَ مَن لَامَسَتْ شَفَتَاهُ
- القرابِينَ قَبْلَكْ
- مَمْلكةُ الزُّرْقَةِ الوثنيِة...
- قَبْلكَ
- عاصِفَةُ اللَّحَظاتِ البطيئِة..
- قَبْلكْ
- يا أيُّها الطيْفُ مُنْفلِتاً مِنْ عُصُورِ الرَّتَا بِةِ والمسْخِ
- مَاذا وراءك
- في كتب الرمل؟
- ماذا أمامك؟
- في كتب الغيم
- إلاّ الشموس التي هبطت في المحيطات
- والكائنات التى انحدرت في الظّلام
- و امتلاُؤك بالدَّمْع
- حتَّى تراكمت تحت تُراب الكلام
- ****
- وسد الآن راسك
- متعبة’’ هذه الرأس
- مُتعبة’’..
- مثلما اضطربت نجمة’’ في مداراتها
- أمس قد مَرّ طاغية’’ من هنا
- نافخاً بُوقه تَحت أَقواسها
- وانتهى حيثُ مَرّ
- كان سقف رَصَاصٍ ثقيلاً
- تهالك فوق المدينة والنّاس
- كان الدّمامة في الكون
- والجوع في الأرض
- والقهر في الناس
- قد مرّ طاغيةُ من هُنا ذات ليل
- أَتى فوق دبّابةٍ
- وتسلَّق مجداً
- وحاصر شعباً
- غاص في جسمه
- ثم هام بعيداً
- ونصَّب من نفسه للفجيعة رَبَّا
- ****
- وسد الآن رأسك
- غيم الحقيقة دَربُ ضيائك
- رجعُ التَّرانيم نَبعُ بُكائك
- يا جرس الصَّدفاتِ البعيدة
- في حفلة النَّوْء
- يشتاقك الحرس الواقفون
- بأسيافهم وبيارقهم
- فوق سور المدينة
- والقبة المستديرة في ساحة الشَّمس
- والغيمةُ الذَّهبيَّةُ
- سابحة في الشِّتَاءِ الرمادي
- والأفق الأرجوانى والارصفة
- ورؤوس ملوك مرصعة بالأساطير
- والشعر
- والعاصفة
- ***
- أمس جئت غريباً
- وأمس مضيت غريباً
- وها أنْتَ ذا حيثما أنت
- تأتي غريباً
- وتمضي غريباً
- تُحدَّق فيك وجوه الدُّخَانِ
- وتدنو قليلاً
- وتنأى قليلا
- وتهوى البروق عليك
- وتجمد في فجوات القناع يداك
- وتسأل طاحونةُ الرِّيح عَنك
- كأنك لم تكُ يوماً هناك
- كأن لم تكُنْ قطُّ يوماً هنالك
- ***
- وَسِّد الآن راسك
- في البدء كان السُكُونُ الجليل
- وفي الغد كان اشتعالُك
- وسد الآن رأسك
- كان احتجابُك
- كان غيابُك
- كان اكتمالك
- ***
- وسد الآن راسك
- هذا هو النهر تغزلهُ مرتين
- وتنقضه مرتين
- وهذا العذاب جمالُك
المزيد...
العصور الأدبيه