الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> يا أيها الإنسان >>
قصائدقاسم حداد
- يا أيها الإنسان
- نحن أمام صفحة جديدة
- في دفتر الأحزان
- في عالم
- الصدق فيه يسكن الأشجار
- والأشياء والجدران
- لكنه لا يعرف الإنسان
- يا أيها المصلوب فوق الباب
- هل تعرف العذاب؟
- وكيف يساقط كل الحب في التراب
- حين يموت حسرة في دمنا الحنان؟
- يا أيها الإنسان
- نحن نموت في الصباح مرة
- وفي المساء مرة
- لأننا نبحث عن أمان
- لأننا نبحث عن أسطورة الوفاء
- فنكسر الجدار في طريقنا
- نعانق الوفاء في خيالنا
- لكنه يصفعنا بالحجر الصوان
- يخذلنا جميع أصدقائنا
- واضيعة الإنسان
- تسحقنا حقيقة مريرة،
- جميع أصدقائنا الأحباب
- يرمون في وجوهنا أقنعة التراب
- ويبدأ العذاب
- بدمعة كبيرة في الزمن المهان
- ونكتب المأساة فوق دفتر الأحزان
- هذا أنا يا أيها الإنسان
- معذب قلبي على أحبتي
- من سالف الأزمان
- أحبهم
- لكنهم بالحقد يضحكون
- والزيف يضحكون معلقون هكذا بين حدود العقل والجنون
- يمارسون الحب كالعادة في حياتهم
- كالتبغ، كالدخان
- تغرق في ضميرهم سفينة الحنان
- يا أيها الإنسان
- نحن نعيش عالما مزيف الإحساس
- الحب في ضميره المثلوم مستعار
- والصدق مستعار
- والألم العميق مستعار العالم الذي نعيش يا أحبتي يعيش الانتحار
- وفوق وجه الصفحة الجديدة
- من دفتر الأحزان
- نكتب هذا الزيف والتزوير
- وجرمنا الكبير
- نكتب ما نعيش في دوامة النفاق
- نبحث عن نهاية تمسح كل عارنا
- فيصرخ الفراق
- لأننا نخلق من لقائنا بداية لقصة الإنسان
- يا أيها الإنسان
- نحن نعيش عالما سخيف
- الصدق- واضيعتنا- ينام في الرصيف
- الصدق- واحسرتنا- لا يعرف الإنسان
- نحن نعيش عالما سكران
- خمرته دماؤنا،
- وتسقط العقول فيبحث المقتول عن قاتله
- ليمسك الإنسان
- يا دفتر الأحزان
- فلتفتح السطور والأوراق
- ولترتو من دمنا المراق
- فالحب والوفاء
- والصدق والحنان والصفاء
- وكل من كانوا لنا- يا قلب- أصدقاء
- توقفوا، وانفجر ا لبكاء
- تراجعوا، وانهارت الأشياء
- تساقطوا، وسافر ا لوفاء
- يا أيها الإنسان
- نحن أمام صفحة جديدة من دفتر الأحزان
- فلنكتب التاريخ من ضميرنا
- وليسقط الجبان
- وليصمد الإنسان
- في معركة يحارب الإنسان
- ليس أمام الدفتر الحزين
- سوى انتظار الجولة التي بها
- ينتصر الإنسان
- ويسقط الجبان
المزيد...
العصور الأدبيه