الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> فجك العميق >>
قصائدقاسم حداد
- جرحك الوحيد الذي لي ،
- هل تاجٌ يتكاسر عليه الملوك ؟
- هل نارٌ خجولةٌ تغرر بالصعاليك وقطاع الطرق
- وتفضح كبرياء القراصنة ؟
- جرحك هدأة الليل ،
- قلت مرةً إنه واهب العاصفة .
- هل أنت قبلة العاشق يغتصبها شخصٌ غائب .
- هل جنة الأقاصي ،
- لا يذهب إليها شخصٌ إلا وأصيب بموهبة قلقامش
- لكي يفقد صديقاً .
- قلت مرةً عن فحولٍ تتبادل الهجوم
- وتؤجج الجرح بنحيبها ..
- فيما تحك جنسها بحراشف الجبل
- تحرسك في نزهة الليل .
- الآن ، لم يعد النهار كافياً و لا الليل ،
- ففي كل منعطفٍ أسمع لجرحك صريخاً
- مثل شبق العناصر وشغف الناسك ،
- لئلا يموت قبل الحب .
- جرحك المكنون
- يسمونه الحصن في شاهق الجبل،
- هو البعيد المبذول لشهوة الأقاصي
- قلت مرةً أنه لي ،
- وكلما وضعت يدي عليك غاصت كأنها ريشة السديم
- لا تعرف البوصلة جهاتك ولا يطالك الماء .
- جرحك جهةٌ تحج إليها الجيوش وتتدفق فيها الأنهار
- ويصاب بالفقد كل باسلٍ يتوهم النصر أو يتوسم الهزيمة .
- فجك العميق في العفة مفتوحٌ مثل أشداق المغفرة
- تركض إليه المخلوقات مأخوذةً بشريعة الغزو .
- قيل إنك الصدر الواسع
- يقبل التوبة ويأخذ إلى الغواية .
- قيل كنز السلاح .
- عندما يفر الجسد من نصالك لا ينجو من الذبيحة
- حيث الجرح الوحيد المفتوح على آخره ...
- مثل بهو الجحيم .
- قلت انه لي ،
- جرحك الذي تاج الملك و وردة الناس ،
- قلت لي وحدي .
- هل أنت جرحٌ أم سلة السناجب
- أم نيازك مذعورةٌ تخدع الليل؟
- من أين لك هذا التماهي وهذه التحولات
- تذهبين إلى ناس العرس فيصابون بالوجل .
- ها أنت أجمل من يقول
- ها أنا
- أضعف من يسمع
- ... و يصدق .
المزيد...
العصور الأدبيه