الأدب العربى >> الشعر >> العصر الحديث و المعاصر >> قاسم حداد >> عشاء لضيوف لا مواعيد لهم >>
قصائدقاسم حداد
عشاء لضيوف لا مواعيد لهم
قاسم حداد
- رأيت الدم يقيم موائده للمطر الشارد من حضن الغيم
- رأيت الريش الساهم يسألني عن لون الفضة
- تهت سبقت خطاي
- رأيت المطر الشارد من ليل الزنزانات
- رأيت الزوجات المنتظرات الهطل
- رأيت الهمل القاتل يأكل كتف الصبر
- سمعت خطاي تئن وتشحذ شوق الكشف
- وتدخل غيم الهتف
- تشق سديم الفضة
- كان الريش معي والدرب معي
- ويداي بتيه يحملني فدخلت
- رأيت حدائق باكية ونساء وماء وخيط سماء
- يخيط فتوق الكون بلهف النسوة والأسماء
- هذي زوجات تأرق
- هذي امرأة تخلق
- هذي أخت هام الصبر بها
- كانت زوجات الغائب يغزلن قميصا يلمع كالأفق الذهبي
- يطرزن الأكمام مع الأيام
- لا يأتي النوم إليهن وتأتي الأحلام
- اقترب اقترب
- الخيط قوي
- والأم تراقب ضوء القنديل يفضض مفرقها
- وتقول : سيأتي
- رغم سواد الليل
- أضيء الليل له بالفضة
- يأتي
- اقترب
- الخيط قوي
- الأخت تبشر جارتها وتقول
- أخي في الحلم يطمئنني ويقول
- امضوا في طبخ عشاء الناس
- أنا آتٍ
- الفضة يوم الماء معي
- امضوا
- فمضيت وكان الريش الذاهل يسألني فعرفت
- مددت يدي للخيط وكان قويا
- نبض الأم يلجلج في قلبي فعرفت
- كان الخيط قويا كان
- كنت أنا المرساة لقاربها
- فشددت الخيط شددت شددت
- فقال كفى نهضت في النسوة نشوتهن وقفن
- وكنت من الأسماء قريب
- الريش يشد فقلت لخطوي خذني جئت
- قال يغيب الغائب في الغيب
- وتبقى النسوة في وطن الصبر
- وحين يعود
- يؤسس للأطفال المحمولين حدائق تضحك
- هات يديك إلي أنظر فرأيت
- رأيت الغيب يشرع أبوابا تهدي الغياب لنسوتهن
- تعال أريك الغيب. *
المزيد...
العصور الأدبيه